رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إن شئنا أن نرى في حياتنا الأيام الصالحة التي تعدُنا بها عبادة قلب يسوع الأقدس لا يكفي أن نحيد عن الشر باجتنابنا الخطيئة، بل يجب علينا علاوة على ذلك أن نصنع الخير ونُحسن إلى قريبنا الذي جعله الله بمنزلة نفسه فقال لنا: "إن ما تفعلونه بأحد إخوتي الصغار فبيّ تفعلونه”. وهذا ما صرّح به القديس يوحنا الرسول بقوله لنا: "ان قال قائل إني أحب الله وهو يبغض أخاهُ فهو كاذب". ولنا هذه الوصية منه تعالى المحبّة، أن يكون المُحب لله مُحبّاً لأخيه أيضاً. فالعبادة لقلب يسوع الأقدس لا تكون صادقة إن لم نبلغ فيها إلى محبّة قريبنا تلك التي هي رُكن الحياة المسيحية، لأن القلب الذي نعبده قد أحب جميع الناس على السواء وبذل نفسه عن كل إنسان ولا يزال يشرق شمسه على كل الأخيار والأشرار ويمطر على الصديقينّ والظالمين (متى ٤٥:٥). فعلينا أن نقتدي به بكل جهدنا لنكون تلاميذ محقين له: "بهذا يعرف كل أحد أنّكم تلاميذي إن كان فيكم حُب بعضكم لبغض"، ولذا أعلم قلب يسوع الأقدس ذات مرة أمته القديسة مرغريتا مريم أنه يعاقب في المطهر عقاباً شديداً أخف هفوة مخالفة لمحبة القريب. وكانت هذه القديسة توصي كثيراً تلميذاتها بمحبة القريب ومن جملة ما قالت لهن: "يا ليت علمتن كم يغتاظ القلب الأقدس من مخالفتكن لمحبة القريب، فإنكمن تمنعونهُ بهذه المخالفة أن يفيض عليكن نعمه بغزارة أعظم”. |
|