رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أنت محقّ أيضا عندما تؤمن بأنه سوف يوجد في يوم من الأيام مجتمع كنيسة متقاسم مقاسمة كلية على الأرض، بمعنى مجتمع من رجال ونساء يسوده السلام والبهجة. فأنت على حقّ. آمِنْ بذلك! فكما أن الله موجود حقا في السماوات، وكما أن المسيح قد وُلِد بالتأكيد، وكما أن بشارة الإنجيل قد تم التبشير بها فعلا، فبهذا اليقين أيضا سوف يوجد ملكوت الله على الأرض! لذلك آمنوا وأعقدوا الآمال على هذا الملكوت، حتى لو كان اكتمال تحقيقه ما زال في انتظارنا». أما للذين يثبتون أنظارهم على هذا الملكوت، فهو بالنسبة لهم لا يُعتبر للمستقبل فقط؛ فهو آخذٌ سلفا بالتجسّد في وقتنا الحالي. إنه موجود، لأن هذا الإيمان يشكل اليوم مجتمعا أخويا من رجال ونساء، مجتمعا فيه الناس بعضهم يقوي بعضا في سبيل تحقيق هذا الهدف. فكيف يكون الإيمان ممكنا بدون مجتمع كهذا؟ لأن ملكوت الله تلزمه سفارة تمثله مكونة من مجتمع بشري. ويدعو القديس بولس الرسول هذا المجتمع بأنه جسد المسيح، الذي فيه المسيح هو الرأس: وكما أنَّ الجَسَدَ واحدٌ ولَه أعضاءٌ كثيرَةٌ هِيَ على كَثْرَتِها جَسَدٌ واحدٌ، فكذلِكَ المَسيحُ. فنَحنُ كُلُّنا، أيَهودًا كُنَّا أم غَيرَ يَهودٍ، عبيدًا أم أحرارًا، تَعَمَّدنا بِرُوحِ واحدٍ لِنكونَ جَسَدًا واحدًا، وارتَوَيْنا مِنْ رُوحٍ واحدٍ. وما الجَسَدُ عُضوًا واحدًا، بَلْ أعضاءٌ كثيرةٌ. فَلَو قالَتِ الرِّجْلُ: «ما أنا يَدًا، فَما أنا مِنَ الجَسَدِ؟» ولَو قالَتِ الأُذُنُ: «ما أنا عينًا، فما أنا مِنَ الجَسَدِ»، أتَبطُلُ أنْ تكونَ عُضوًا في الجَسَدِ؟ فلَو كانَ الجَسَدُ كُلُّهُ عينًا، فأينَ السَّمعُ؟ ولَو كانَ الجَسَدُ كُلُّهُ أذُنًا، فأينَ الشَّمُّ؟ ولكِنَّ اللهَ جعَلَ كُلَّ عُضوٍ في الجَسَدِ كما شاءَ. فَلَو كانَت كُلُّها عُضوًا واحدًا فأينَ الجَسَدُ؟ ولكِنَّ الأعضاءَ كثيرةٌ والجَسَد واحدٌ. فلا تَقدِرُ العينُ أن تَقولُ لِليَدِ: «لا أحتاجُ إلَيكِ». ولا الرَّأْسُ لِلرِّجلَينِ: «لا أحتاجُ إلَيكُما!» فما نَحسبهُ أضعفَ أعضاءِ الجَسَدِ هوَ ما كانَ أشَدَّها ضرورَةً، وما نَحسبهُ أقَلَّها كَرامَةً هوَ الّذي نَخُصُّهُ بِمَزيدٍ مِنَ التَّكريمِ، وما نَستَحي بِه هوَ الّذي نَخُصُّهُ بِمَزيدٍ مِنَ الوَقارِ. أمَّا الأعضاءُ الكريمَةُ، فلا حاجَةَ بِها إلى ذلِكَ. ولكِنَّ اللهَ صنَعَ الجَسَدَ بِطريقةٍ تَزيدُ في كرامةِ الأعضاءِ الّتي بِلا كرامةٍ، لِئَلاَّ يَقعَ في الجَسَدِ شِقاقٌ، بَلْ لِتَهتَمَّ الأعضاءُ كُلُّها بَعضُها بِبَعضٍ. فإذا تألَّمَ عُضوٌ تألَّمَت معَهُ جميعُ الأعضاءِ، وإذا أُكرِمَ عُضوٌ فَرِحَتْ معَهُ سائِرُ الأعضاءِ. فأنتُم جَسَدُ المَسيحِ، وكُلُّ واحدٍ مِنكُم عُضوٌ مِنهُ. (1كورنثوس 12: 12- 27). |
|