الله، على غرار صاحب الكرمة، يُعطي ويترقّب أن يأخذ بالمقابل، وينتظر أن يأخذ ثمر ما كان قد أعطاه، أي ما ينتج من عمل الإنسان. إن الله يُعطي ولكنه يطالب أيضًا.
سلَّم الربّ كُلَّ مسيحي كرْماً روحيَّاً، وطلب منه أن يعتني به، ويستثمره بأمانة ليقدِّم للربّ الثمار الطيِّبة.
إنَّ هذا الكرْم الروحي هو نفسُهُ الخالدة، وهذه النفس قد زُرِعت فيها نِعمةُ الربّ بالمعموديَّة المقدَّسة، وتغذَّت بتعاليم الربّ يسوع وثِمار موته وقيامته، فأضحت أهلاً لأن تقوم بالأعمال الصالحة التي ينتظرها الربّ منها لمجد اسمه على الأرض وفي السماء.
لذلك، لينتبه كل مؤمنٍين ألاَّ يستسلموا، كرؤساء اليهود، الذين صلبوا يسوع المسيح ليُحقِّقوا مآربهم الشخصيَّة الأثيمة ومطامعهم، ويُهملوا العناية بحاجات أنفسهم الروحيَّة، ويُعرضوا عن استثمار النِعم السماويَّة التي أُعطيت لهم بغزارة بل عليهم ان يقدّروا مسؤوليتهم وعملهم.
إنّ أقسى دينونة ينالها الإنسان من الربّ هي عندما يأخذ الربّ من الانسان العمل الّذي كان عليه أن يعمله فيصبح بدون عمل ومسؤولية وبالتالي في الدينونة والهلاك.