رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أحمد فايق يكتب : الأقباط يبحثون عن وطن بديل في نوفمبر 1941 قدمت فرقة نجيب الريحاني مسرحيتها الشهيرة حسن ومرقص وكوهين، والتي حولها المخرج فؤاد الجزايريلي إلى فيلم يحمل نفس الإسم عام 1954، والأحداث تدور بين ثلاث عناصر شكلت المجتمع المصري وهم المسلم والمسيحي واليهودي، وهي نفس الفكرة التي طرحها المخرج حلمي رفلة في فيلم "فاطمة وماريكا وراشيل"، وبعد أكثر من 65 عاما يقدم المخرج رامي إمام فيلم "حسن ومرقص"، والحكاية تدور حول عنصري مصر في عام 2008 وهما مسلم ومسيحي ويعيشان في إحتقان طائفي وفتنة مكتومة مؤهلة للإنفجار في أي وقت، فهل سيكون الفيلم القادم هو "حسن" فقط ؟ الأقباط يبحثون عن وطن بديل، هذا العنوان ليس للإستهلاك الإعلامي كما يتصور البعض، فمن يقترب من الحقيقة يشعر بالصدمة، ويخشى على مصير مصر خلال الأيام القادمة، وربما كان ال"هاشتاج" الشهير على "تويتر" يوضح الصورة أكثر حينما قرر المغردون أن تتبادل الأدوار وتصبح مصر فيها أغلبية متشددة مسيحية وأقلية إسلامية، التغريدات وضعتنا مكان المسيحيين حتى نعرف معاناتهم في تفاصيل الحياة اليومية التي نعيشها، وفي المشهد السياسي الذي يسيطر عليه أصحاب الحق الإلهي في السيطرة على حياتنا. الجميع يعلم أن هناك نسبة غير قليلة من الاقباط وضعوا خطط لوطن بديل، وتحديدا الشريحة العليا من الطبقة المتوسطة والطبقة العليا، وبالنسبة لمن يمتلك أموال فالهجرة أسهل بكثير من اي شئ، أما الفقراء فلهم الله، بعضهم الان إشترى منازل في قبرص أو ألمانيا حيث يبلغ ثمن المنزل 70 ألف يورو، ومن خلاله يستطيع الحصول على إقامة في هذه الدول، وهناك محامين في امريكا لديهم ملفات جاهزة يبلغ ثمن الملف 3 ألاف دولار، تنقصها فقط الأسامي وبيانات المهاجر، حيث من السهل على أي قبطي في مصر الان الحصول على حق اللجوء الديني لأمريكا، والملف بياناته ثابتة وتذهب فورا إلى القضاء الأمريكي للحصول على حكم قضائي باللجوء، وفيها كل أنواع الإضطهاد الديني والسياسي التي تجبر القضاء هناك على الموافقة على طلب الهجرة، وأصبح هذا بزنس جديد لمكاتب المحاماة الصغيرة هناك، المفاجأة أن نسبة غير قليلة من مقدمي هذه الملفات مسلمين أيضا، فكلام محمد حسين يعقوب حول "غزوة الصناديق" وطلبه لكل من قال لا في الإستفتاء بأن يغادر مصر، كفيل بأن يحصل أي مسيحي أو مسلم عى حق اللجوء لأمريكا لأنه مضطهد . وهناك من قرر تأسيس شركة في دبي حتى ولو كانت على الورق فقط للحصول على إقامة في الإمارات، وهناك نسبة كبيرة من المصريين الذين سافروا لأمريكا بتأشيرة سياحية قدموا ملفات قضائية لطلب اللجوء، هناك طبقة في مصر ممن يمتلكون في حدود 5 ملايين دولار يقومون الان بتحويل أموالهم بالتدريج ختى لا يشعر أحد، وفي لحظة سيتركون مصر لبدء حياة جديدة في الخارج، لا يجدون فيها من يكفرهم بإسم الله أو من يضع قيود على حريتهم الشخصية. هناك تقارير تؤكد أن مصر تفقد شهريا 500 مليون دولار مابين تحويلات للخارج وتخزين العملة الصعبة في البيوت "تحت البلاطة" خوفا من المستقبل، الكثير من رجال الأعمال توقفوا عن ضخ الإستثمارات، وينسحبون تدريجيا من السوق، ولكن بطريقة هادئة حتى يستطيعون بيع الأصول التي يمتلكونها بسعر مناسب، هناك عصابات كاملة متخصصة في تحويل الأموال لسويسرا، وهو نزيف حقيقي للثروة المصرية، هذه العصابات هي بطل الأحاديث الجانبية في مجتمع رجال الأعمال في مصر، تستطيع أن تنقل الأموال بسهولة وبمساعدة البنوك هناك، مقابل نسبة معينة . قبل ذلك كانت تشترط هولندا على مقدم طلب الهجرة أن يثبت أنه مضطهد دينيا وأن النظام الحاكم لم يعطي له حقه، الان فقط تشترط أن تثبت أنك مضطهد دينيا، وهذا يعني أن أي واقعة فتنة طائفية يستطيع بها الأقباط الحصول بسهولة على حق اللجوء الديني لهولندا، وهناك ليس من حق اللاجئ أن يعود إلى وطنه الأصلي قبل 7 سنوات وهو نظام موجود في معظم دول العالم التي تقبل اللجوء السياسي او الديني، كلام المدعو عبدالله بدر حول إالهام شاهين أو نبيلة عبيد او الفنانين بشكل عام، يكفل لأي فنان في مصر أن يطلب حق اللجوء أي دولة غربية، تصريحات صفوت حجازي عن الليبراليين كفيلة بأن تمنح لنصف مصر حق اللجوء السياسي، هناك شركات في الخارج متخصصة في الهجرة، تدرس جيدا قوانين الإتحاد الأوربي وتنفذ من الثغرات، تجني الملايين من المصريين، وأوروبا تربح أيضا فالمهاجرين لديهم أموال تنعش إقتصادهم، وخبرات في كل المجالات تزيد من ثروتهم البشرية الفاعلة، وتعطيهم فرصة لوضع مصر تحت المقصلة السياسية للإضطهاد الديني والسياسي، إن مصر تنزف وتفقد ثرواتها وأبنائها، وبدلا من تجنيد الميلشيات الإلكترونية لتسفيه مثل هذه المقالات أو الهجوم، علينا أن نفكر ولو للحظة في مصر . الفجر |
|