أن واجبنا ان نضع حداً لكل عداوة وكراهية وقساوة قلب، ولكل حقد وضغينة. أنّ المغفرة لمن أساء إليّنا تحرّرنا من ثقل الإساءة التي أصابتنا منه. ولا تعرف المغفرة اليأس فهي تتميّز بانها بدون حدود كما قال يسوع لبطرس "لا أَقولُ لكَ: سَبعَ مرَّات، بل سَبعينَ مَرَّةً سَبعَ مَرَّات عليك ان تغفر لأخيك" (متى 18/21-22)، كما تتميز بالمبادرة الطيبة نحو الخصم كما يأمر الرب: "سارعْ إِلى إِرضاءِ خَصمِكَ ما دُمْتَ معَه في الطَّريق"(متى 5: 25). إنّ المغفرة للآخرين هي ركن اساسي في علاقتنا مع الربّ، وهي عتبة الصلاة واساس فحواها. هكذا يقول الرب يسوع " إِذا قُمتُم لِلصَّلاة، وكانَ لكم شَيءٌ على أَحَدٍ فاغفِروا لَه، لِكَي يَغِفرَ لَكم أَيضاً أَبوكُمُ الَّذي في السَّمواتِ زَلاَّتِكم " (مرقس11: 25). وهذا نردِّده دائما في الصلاة الربيّة إذ نقول "واغفر لنا خطايانا كما نحن نغفر لمن أخطأ إلينا". لو لم يكن الإنسان قادرا على الغفران، لما طلب منا يسوع أن نصلي صلاة الربية وان نقتدي به في كلِّ شيء حتى في الغفران.