رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«حقّق المكابيّون باستشهادهم وعدم تخلّيهم عن الشريعة عبادة الله الواحد كما أتى في تثنية الاشتراع: « اسمع يا اسرائيل.الرّب إلهنا رّب واحد. فتحب الرّب الهك من كلّ قلبك ومن كلّ نفسك ومن كلّ قوتك. ولتكن هذه الكلمات التي أنا أوصيك بها اليوم على قلبك، وقصّها على اولادك، وتكلم بها حين تجلس في بيتك وحين تمشي في الطريق وحين تنام وحين تقوم، واربطها علامة على يدك ولتكن عصائب بين عينيك، واكتبها على قوائم ابواب بيتك وعلى ابوابك(تثنية ٤:٦-٨) - وأجمع الأباء القدّيسون بعظمة إيمان وبسالة بالأم وقوّة تربيتها لأولادها فقالوا: «وأمّا الأم الطوباوية والتي لم تهتّز بسبب ضعف طبيعتها، ولا تزعزعت بسبب فداحة مصابها، وإنما نظرت إلى بنيها المحتضرين بابتهاج، ولم تحسب ما يحدث لهم عقابًا من الله بل أمجادًا، معطية نفسها كامرأة عظيمة شهادة لله بطهارتها مثل أولادها الذين أعطوا أنفسهم كشهود لله من خلال التعذيب وبتر الأعضا، أصبحت مثال الأم المؤمنة وخير معلّمة لكل الأجيال» ملاحظة هامة: كلام الأم عن أن الله خلق كلّ شيء من العدم هو بمثابة أوّل اعتراف واضح في الكتاب المقدّس من أن المادة لم تكن يومًا أزليّة وإنّما الله هو الذي أوجدها من العدم. «أنظر يا ولدى إلى السماء والأرض وإذا رأيت كلّ ما فيهما فأعلم أن الله صنع الجميع من العدم (آية 28)» «أنا الرّب صانع كلّ شيء ناشر السموات وحدي، باسط الارض (إشعياء24:44). وبهذا يعلّق العلامة أوريجنّس قائلًا: «هكذا تعلّمنا أم المكابيين الشهداء السبعة أن الله خلق كلّ شيء من العدم» وكان موضوع أزليّة المادة منذ القدم، وما زال، يشكّل نقاشًا فلسفيًا كبيرًا. |
|