«فامتلأوا كلهم من روح القدس»، بيَّن ها هنا المساواة التي صارت للرسل في قبول الروح.
قال: «فبدأوا ينطقون بلسان لسان كما كان الروح يؤتيهم النطق»، بيَّن شرف الموهبة التي صارت للرسل أفضل من الذين كانوا قبلهم، ومن الذين يأتون بعدهم أيضاً وإلى الأبد لا يكون مثلهم.
وكيف نطقوا بألسنة لم يكونوا أَلِفوها ولغات لم يكونوا يعلموها، وليس ذلك من تلقاء أنفسهم، بل كما كان الروح المُسلَّط يهب لهم أن ينطقوا بذلك من حيث لا يعرفون كيف يأتيهم النطق، ليتم المكتوب أن: «لساني مثل قلم الكاتب» (مز 45: 1)، يعني أن القلم ليس له سلطان أن يكتب بل الكاتب يكتب به كما يشاء. ومَن هو الكاتب؟ قال: «بهي في الحُسن أفضل من بني البشر» (مز 45: 2)، أعني الرب الذي تجسد، وإن كان ظهر بالجسد كالإنسان، فإن بهاء لاهوته يفوق كل البشرية.