أشعياء يقول: «منذ بدأت لم أتكلم في خِفية، بل أرسلني وروحه» (إش 48: 16).
وقال: «روح الله، روح الحكمة والفهم، روح المشورة والقوة، روح المعرفة والبر، الروح الذي يلهم مخافة الله» (إش 11: 2).
وقال: «روح الرب عليَّ من أجل هذا مسحني وأرسلني» (إش 61: 1)... والآن نتكلَّم على فعل الروح مع الرسل الأطهار، ونُبيِّن ما التفاضُل الذي بينهم وبين الأنبياء، لأن أولئك (أي الأنبياء) كانوا يتكلَّمون في حين حين (أي ليس في كل وقت) عند حلول الروح عليهم بما هو مزمع أن يكون لا غير؛ فأما الرسل فكان الروح حالاًّ فيهم دائماً مستمراً،
وذلك لأنهم تقلَّدوا تدبير كل المسكونة بالبُشرى الإنجيلية والتعليم والتعمُّد ووضع يد الرياسة وفعل الآيات. كما شهد الرب لهم بذلك قائلاً:
«إني معطيكم البارقليط يثبت معكم إلى الأبد، روح الحق الذي لا يطيق العالم أن يقبله، لأنهم لم يَرَوْه ولم يعرفوه، وأنتم تعرفونه لأنه مُقيم عندكم وهو ثابت فيكم» (يو 14: 16)...