رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مزمور 150 - تفسير سفر المزامير تسبيح مسكوني! طبقًا للنص العبري هذا المزمور هو الأخير لسفر المزامير كله. أما في الترجمة السبعينية، فيوجد المزمور المائة والحادي والخمسون. جاء هذا المزمور بدون عنوان ولا اسم واضعه في النسخة العبرية كما في كل النسخ القديمة. وهو ينتمي إلي كل خورس المرنمين وهم يرتلون معًا، مستخدمين كل أدوات الموسيقى في داخل الهيكل، مسكن الله مع الناس، عند ختام هللويا الكبيرة، كختامٍ للمزامير. يبدأ سفر المزامير بتطويب الإنسان السالك في الوصية الإلهية والمتجنب للعثرة، خاصة مجالس الأشرار، وذلك للتمتع بمجاري مياه الروح القدس كي يحمل المؤمن ثمار الروح التي لا تنقطع (المزمور الأول). وفي هذا المزمور الأخير (حسب النص العبري) ينتهي السفر بدعوة مسكونية كي تشترك كل البشرية في الحياة السماوية المتهللة. قلنا في المقدمة على سفر المزامير إن كثيرًا من الدارسين يرون في هذا السفر تطابقًا مع أسفار موسى الخمسة: تتغنى الكنيسة كما بسفر التكوين (مز 1-41)، حيث يتمتع الإنسان بالخلاص. وبسفر الخروج (مز 42-72)، حيث يتمتع المؤمن بالعضوية الكنسية كطريق للاتحاد مع المخلص. وبسفر اللاويين (مز 73-89)، حيث يُبهر المؤمن بالهيكل الجديد المقدس المُقام في أعماقه. وبسفر العدد (مز 90-106)، حيث يتقدس الجسد ليكون مع النفس في رحلة نحو حضن الآب بالسيد المسيح القدوس. وأخيرًا بسفر التثنية (مز 107-150)، حيث يجد المؤمن لذته في كلمة الرب الحية العاملة فيه. جاء ختام الكتاب الخامس من المزامير يركز على كلمة "سبحوا" في المزامير 146 حتى 150. فإن غاية كلمة الرب الدخول بالمؤمن إلى الحياة السماوية المتهللة، وعودة الإنسان إلى أصله قبل السقوط، بل وإلى ما هو أعظم مما كان عليه، حيث يتأهل للشركة مع السمائيين، فيتحول كما إلى قيثارة يعزف عليها الروح القدس بسيمفونية الحب والفرح الذي لا ينقطع. لا نجد في هذه المزامير الخمسة أية نغمة للأنين أو الصراخ، بل نسبح بفرحٍ مجيدٍ لا يُعبر عنه. هذا المزمور الختامي في النص العبري هو دعوة لتسبيح الرب. استخدمت كلمة "تسبيح" هنا 13 مرة. 1. أين نسبح الله؟ على المستوى المحلي والمسكوني، في الهيكل وفي السماوات [1]، نسبحه أينما وُجدنا مادمنا نود أن ننعم بعربون السماء. 2. لماذا نسبحه؟ من أجل أعماله معنا، ولأجله شخصه. كلما تعرفنا عليه وعلى أعماله نستعذب تسبيحه. 3. كيف نسبحه؟بالصوت (الفم) كما بالآلات الموسيقية التي تشير إلى أعضائنا، بل وإلى كل كياننا الجسدي والروحي. 4. من الذين نسبحه؟ كل كائن يتنسم نسمة [6]، بل وحتى المخلوقات التي لا تتنفس تسبحه (148: 7-9). وبالتالي يلزمنا نحن البشر أن نسبحه. نسمة حياتنا هي من عنده (أع 17: 25)، لذا وجب أن نستخدمها لتسبيح اسمه. النَفَسْ هو أضعف شيء فينا، لكننا نستطيع أن نكرسه لأعظم عمل نقدمه، وهو التسبيح لله! فسّر القدّيس إكليمنضس السكندري المزمور 150 الذي تسبحه الكنيسة أثناء التناول من الأسرار المقدسة بطريقة رمزية جميلة، فيها قدّم الكنيسة المقامة بعريسها القائم من الأموات، كأداة موسيقيّة حيّة، يعزف عليها الروح القدس ليخرج تسبحة حب عذبة. يقول: [في الخدمة الإلهيّة يترنم الروح... "سبّحوه بصوت البوق"، لأنه بصوت البوق يقيم الأموات. "سبّحوه بالمزمار"، فإن اللسان هو مزمار الرب. "سبّحوه بالقيثارة"، هنا يقصد الفم الذي يحرّكه الروح كالوتر. "سبّحوه بطبول ورقص"، مشيرًا إلى الكنيسة التي تتأمّل القيامة من الأموات، خلال وقع الضرب على الجلود (إشارة إلى الأموات). "سبّحوه بالأوتار والأرغن"، يدعو جسدنا أرغنًا، وأعصابه الأوتار التي يضرب عليها الروح، فتعطي أصوات بشريّة منسجمة. "سبّحوه بصنوج حسنة الصوت": يدعو اللسان صنجًا، إذ يعطي الصوت خلال الشفتين. لذلك يصرخ إلى البشريّة قائلًا: "كل نسمة فلتسبح اسم الرب"، لأنه يعتني بكل مخلوق يتنفّس. حقًا إن الإنسان هو آلة السلام[1].] في نفس الفصل الرابع من الكتاب الثاني من "المربّي" أوضح القدّيس إكليمنضس السكندري أن الكنيسة لم تستخدم في عصره الآلات الموسيقيّة، معلّلا ذلك بأن هذه الآلات استخدمتها الأمم والشعوب لإثارة الحقد والضنينة في الحروب، فكان شعب Etruria غرب وسط إيطاليا يستخدمون البوق، وشعب أركاديا Arcadia باليونان يستخدمون المزمار، والكرّيتيّون يستخدمون القيثارة، والمصريّون يستخدمون الطبول، والعرب يستخدمون الصنوج في الحرب. "أما آلة السلام الواحدة فهي "الكلمة" الذي به وحده نكرّم الله. هذا هو ما نستخدمه! إنّنا لا نستخدم الآلات القديمة من مزمار وبوق وطبول وصفارة هذه التي يستخدمها المختصّون في الحروب وفي حفلاتهم. 1. أين نسبح الله؟ 1. 2. لماذا نسبحه؟ 2. 3. كيف نسبحه؟ 3-5 (أ). 4. من الذي نسبحه؟ 5 (ب). من وحي المزمور 150 |
|