كانت الحياة الديرية قوية وسليمة
رأينا صفحه سوداء من مفاسد الكنيسة الكاثوليكية في عصورها الوسطي خلال القرنيين التاسع والعاشر، مما أدي إلى إيقاظ بعض الضمائر التي أفزعها ما آل إليه أمر الكنيسة ورجال الدين في غرب أوروبا، وكان، انبعثت الدعوة إلى الإصلاح في النصف الأول من القرن العاشر في منطقة اللويين جنوب شرق الغال (فرنسا حاليًا) حيث كانت الحياة الديرية قوية وسليمة، ويلاحظ، هذه المنطقة كانت متأثرة جدًا بحياة الرهبنة الباخومية المصرية.
وهناك بدأ أحد المصلحين واسمه جيرارد هذه الحركة الإصلاحية، فبدأ بتأسيس كنيسة قرب نامور في عام 914، ثم الحق بها بعد فترة ديرًا، وسرعان ما سارت هذه الحركة الإصلاحية في اللورين سيرًا طيبًا، في وقت كانت أحوال الكنيسة سيئة للغاية كما رأينا حتى نخر السوس في الأديرة ذاتها وتفشت الأمراض الاجتماعية والنفسية والروحية بين رهبانها أيضا، خاصة وان هؤلاء هم ما يبقي للمسيحي، يراه، إذ هم أهم ثروة للكنيسة.