الأعجوبة الأولي
القديسة أوفيمية
1-مع زوجها
كان في مملكة المحب الاله انوريوس امير كبير أسمه ارسطرخوس وكان هذا صديقا مباركا محبا لله بار تقيا مشهودا له بالاعمال الصالحةوكانت له زوجة تقية عفيفة مباركة أسمها اوفيمية وكانا كلاهما سائرين في طريق الاله بغير عيب محبين للمساكين رحماء متواضعين وقد نالا صبغة المعمودية من يد الاب القديس يوحنا فم الذهب وكان لهم ايمان عظيم في رئيس الملائكة ميخائيل ويصنعان عيده كل أثني عشر يوما من الشهر ويصنعان عيد القديسة السيدة والدة الاله في كل واحد وعشرين يوما من الشهر وكان يصنعان هكذا طول ايام حياتهما.
ولما قربت ايام نياحة ارسطرخوس اوصي زوجته اوفيمية ان تكمل اعمال الرحمكة خاصة في عيد رئيس الملائكة ميخائيل لانه هو الذي يشفع فينا امام الله ليغفر لنا خطايانا وقد طلب من زوجته صنع صورة رئيس الملاك ميخائيل في لوح خشب وجعلها داخل قيطوني لكي يحفظني ويحرسني ويحرسني لانه بعدما تفارقني اكل خبزي بالتنهد وطعامي بالدموع لان زوج المراة أذا تركها فانها تصير مثل السفينة بلا مدبر وكالجسد بلا نفس وراس المرأة بعلها
امر الامير مصورا ماهرا ان يصنع لها صورة الملاك الجليل ميخائيل في لوح خشب فصنعها وطلاها بالذهب المختار والحجارة الكريمة فاخذت الصورة وجعلتا داخل قيطونها وأسرجت امامها مصباحا يضيئ ليلا ونهارا وكانت تبخر امامه كل يوم وتقبله ثم تسجد وتسأله الخلاص والمعونة .
2-امام الشيطان
وبعد نياحة زوجها أستمرت اوفيمية العفيفة في فعل الصدقات والاصوام والصلوات والمراحم فحسدها الشيطان عدو الخير
وفي احد الايام تشبه بشكل راهبة عذراء ومعه شياطين اخرين علي شكل راهبات فأتين ووقفن علي باب منزل اوفيمية وطرقن الباب واستقبلتهن اوفيمية ورأت عليهن شكل اتضاع كاذب ووجوهن منكسة لاسفل فقالت للراهبة:
أدخلي يااختي إلي هذا القيطون وصلي داخله لتحل فيه بركتك فأنه فانه منذ يوم تنيح زوجي الطوباي ارسطرخوس لما يدخل إلي قيطوني رجل غريب.
فأجابها الشيطان المتشبه بالراهبة قائلا: لماذا فعلت هذا لان كل موضع لا يكون داخله رجل ليس فيه بركة الرب لذلك اتيت اليك من قبل هرقلس من عظماء الملك اونوريوس وهو نسيبي ماتت زوجته في هذه الايام فلما سمع ان زوجك توفي أراد ان يتزوجك وقد ارسل لك كرامات عظيمة ثم اراها ذهبا كثيرا وفضة وجواهر ثمينة كلها خيالات شيطانية فاجابته الطوباوية أوفيمية قائلة:
انني لا اقدر ان افعل شيئا بغير رأي وكيلي المقيم معي ليلا ونهارا.
فقالت لها تلك الراهبة إنك زعمت انه لما يدخل غليك رجل وهوذا داخل قيطونك رجل وقد كذبت والكتاب يقول إن من يحفظ الناموس ويسقط في شيء واحد فانه يصير مدانا بالكل لو اعطيتني غناك كله لا ادع نسيبي يتزوجك ولكن الطوباية اوفيمية قالت:
ياأختي الحبيبة انا لا انقض العهد الذي بيني وبين زوجي الطوباي ارسطرخوس ولا أخدم رجلا اخر واعلمي ان وكيلي ومشيري ليس من هذا العالم الزائل وهو قوي جدا وإذا اردت فأنا أسأله ان يكون لك عونا.
فقالت الراهبة
إذن ارني اياه فقالت اوفيمية قومي اولا صلي امام الله واعترفي بما أسأت به في حقه وبعد ذلك أدعك تشاهدينه اجابت الراهبة :أن الذين البسوني هذا الثياب اوصوني ألا ابسط يدي في غير ديري ولا اكل او اشرب مجمع العلمانيين فقالت لها اوفيمية اما قلت أولا ان من يكمل وصايا الناموس كلها فهو يطالب به والان فأن الكتاب يقول صلوا كل حين ولا تملوا والان قومي بنا نصلي وبعد ذلك أريك كفيلي.
ولما علم الشيطان ان اوفيمية ضيقت عليه من كل جانب ابتدأ يظهر بشكله المفزع المخيف وظهر لها شبه عبد أسود طويل له لحية وعيناه كالدم الاحمر وشعره كالخنزير البري وبيده سيف مسلول ذو حدين.
فلما راته اوفيمية خافت جدا واسرعت ودخلت الي قيطونها واخذت صورة رئيس الملائكة ميخائيل وعانقتها وصرخت قائلة :
يارئيس الملائكة خلصني من هذا الشيطان الذي كان خارجا لا يستطيع الدخول لاجل مجد الملاك ميخائيل فوضع الشيطان اصابعه في أنفه وصرخ قائلا:
ما الذي أصنعه بك اليوم يأوفيمية العفيفة وانا الذي أسبب لبني البشر كل الخطية يفعلونها وهوذا صورتك ياميخائيل الممثلة في هذا اللوح الخشبي قد كسرت قوتي والان انا امضي واتي اليك يااوفيمية في اليوم الثاني عشر من بؤونة وفي ذلك اليوم يكون رئيس الملائكة ميخائيل وجميع طقوس السمائيين وقوف امام الله الاب الضابط الكل يسالونه من اجل مياه البحر ونزول الامطار وتقيم ثلاثة أيام ساجداً ليلا ونهارا امام الرب الاله ضابط الكل يسأل ويتضرع أليه حتي يتراءف ويتحنن علي جنس البشر ويكمل له طلبته وفي ذلك اليوم اتي بكل قوتي واكسر هذا اللوح الخشبي قطعاً علي رأسك.
ولما قال الشيطان هذا أخذت اوفيمية اللوح الخشبي وبدات تجري خلفه فجري قدامها هاربا بخزي عظيم.
وبعذ ذلك استمرت اوفيمية تصنع صلوات وطلبات كثيرة ولما قرب عيد الملاك ميخائيل الذي قال الشيطان انه ياتيها فيه أهتمت المرأة المباركة اوفيمية بجميع ما يحتاج إليه العيد لأنها كانت غنية جدا .
وفي باكر اليوم الثاني عشر من شهر بؤونة وبينما كانت تصلي وتسأل الله العلي ان يجعل رئيس الملائكة ميخائيل حافظاً ومعيناً لها. إذ اتي إليها الشيطان بشكل ملاك عظيم له اجنحة طوال وعليه منطقة من ذهب وإكليل مرصع بالجواهر الثمينة وفي يداه مرأة تلمع وفي يده اليسري قنطارية ليس في اعلاها علامة الصليب المقدس.
فلما رأته اوفيمية خافت وسقطت علي الأرض فأقامها وقال لها السلام للمرأة المباركة امام الله وملائكته السلام للتي صعد قربانها وصدقاتها امام الله بخوراً طيباً.
قد ارسلني الله إليك لأقول لك أحفظي مالك وابطلي هذه الصدقات والمراحم فقد ورثت ملكوت السموات ويكفيك ما فعلته واتركي عنك الاصوام والصلوات وإذا أجأتك الضرورة إلي أعطاء صدقه يكون شيئاً يسيراً لئلا في اخر عمرك تفتقرين ويحسدك العدو الشيطان فيهلك مالك جميعه اما سمعت بخبر أيوب الذي ضربه الشيطان بالقروح وقتل اولاده واهلك ماله وكذلك طوبيت الذي اعمي عينيه.
هوذا زوجك أرسطرخوس قد مات ولم يخلف ولداً فأنهضي الان وتزوجي نسيب الملك أونوريوس وهوذا قد جمع كل أمواله ليستولي علي ممالك الروم.
وولوقت علمت اوفيمية ان المخاطب لها هو الشيطان فأجابته قائلة :
في اي كتاب امر الله الناس ان تمنتع عن الصدقة والاصوام والصلوات وتأمر المرأة أن تأخذ رجلين والكتاب يقول ان الرحمة تفتخر علي الدينونة وانت تامرني بخلاف ذلك وان اخذ رجل غير مؤمن بغير إله هذا الذي يهلكه الله عاجلا ويضعه تحت أقدام أونوريوس الملك المحب واذ كان الطير مثل اليمامة والغراب لا يأخذ إلا بعلا واحداً فكم بالحري الانسان صورة الله وأنا لا اخذ رجلا اخر وما دمت في هذه الدنيا لا أترك الصدقات والقرابين
والان ماهو اسمك؟
اجاب الشيطان وقال انا هو ميخائيل رئيس قوات السماوات ارسلت لك اليوم لكي أحرسك ولا يأتي الشيطان العدو ويهلكك لهذا يجب عليك يااوفيمية أن تسجدي لي.
فأجابته أوفيمية قائلة: ان الشيطان اتيإلي سيدنا المسيح له المجد وطلب منه السجود له فنهره قائلا:إذهب عني ياشيطان مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد .
فقال لها الشيطان:أين مجد ذاك من هذا المجد الذي انا ملتحف به لان سيدي امرني انا ميخائيل أن أعريه من مجده والبسني اياه.
أجابته المباركة اوفيمية قائلة له:أن كنت أنت ميخائيل فأين هي علامة الصليب بأعلا قنطاريتك لانه مصور عندي هكذا وإذا أرسل الملك جنديا من عنده وليس معه علامته فلا يقبل المرسل إليه فإن اردت أن أؤمن بكلامك أنك ميخائيل شفيعي دعني أتيك بصورته لكي تقبلها.
ولما علم الشيطان أنها ضيقت عليه وقامت وأحضرت له اللوح الخشبي غير الشيطان شخصيته وصار يزأر كالاسد ووثب علي أوفيمية وامسكها وبدأ يخنقها قائلا:
أين تمضي مني اليوم يااوفيمية؟هوذا منذ زمن طويل اترصدك لكي أصدك فلم اجد سبيلا إلا اليوم يأتي الان ميخائيل ويخلصك من يدي وكان يعذبهاجدا حتي كادت تموت
3-طلب الملاك ميخائيل
وصرخت قائلة ياسيدي ميخائيل شفيعي يارئيس قوات السموات تعال الان وخلصني وللوقت اتي اليها رئيس الملائكة ميخائيل لابساً خلعة ملوكية وبيده قضيب من ذهب باعلاه علامة الصليب وهو يلمع نورا بهيا وأضاء المكان جميعه أكثر من ضوء الشمس.
فلما نظره الشيطان صرخ للوقت بخوف عظيم وقال ياسيدي رئيس الملائكة ميخائيل ارحمني انا اخطأت وتجاسرت ودخلت إلي المكان الذي فيه اسمك إلي الابد فعذبه رئيس الملائكة وأطلقه بخزي عظيم وبعد ذلك خاطب رئيس الملائكة ميخائيل الطوباوية اوفيمية وقال لها تقوي وأثبتي أنا هو ميخائيل المرسل لكل من يتوكل علي الرب الاله فلا تخافي من الان فأنه ليس للمحتال عليك سلطان فكملي خدمتك التي تصنعينها باسمي جيداً واهتمي بالعيد فهو اخر صنيع لك في هذه الدنيا وأنا اتي اليك مع جماعة الملائكة واخذك إلي مساكن النياح التي أقتناها بعلك بأعماله الصالحة ولما قال هذا صعد إلي السماء بمجد عظيم والقديسة تنظر إليه.
وبعد ذلك قامت مسرعة ومضت إلي البيعة وأجتمعت بالاسقف الانبا أنتيموس واخبرته بما حدث لها. وتناولت من الاسرار المقدسة ومضت إلي منزلها وصنعت وليمة عظيمة باسم الله ورئيس الملائكة ميخائيل وقالت سألت الاسقف الحضور ولما حضر ومعه الكهنة والاراخنة فتحت خزائنها وقدمت له جميع اموالها وقالت له ياسيدي الاب أقبل مني هذا الشيء الحقير واصرفه لاجل الله باسم رئيس الملائكة ميخائيل فأخذ الاب الاسقف المال وعتقت أوفيمية عبيدها وجواريها.
4-نياحة أوفيمية
ولما كانت عشية ذلك اليوم الثاني عشر من شهر بؤونة فاحت روائح طيبة وبخور زكي.وقالت الطوباوية للأسقف ياابي القديس أنا أسألك أن تصلي علي ليجتنبني الله وأقف أمامه بأستقامةلآن ساعتي قد قربت لتفترق نفسي من جسدي .وهوذا رئيس الملائكة ميخائيل أتي خلفي مع سيدي ارسطرخوس بعلي وجمع من الملائكة معه.ولما قالت هذا رشمت بعلامة الصليب المقدس وقرأ لها الاسقف التحليل وطلبت أن يأتوا إليها بالايقونة فقبلتها قائلة :
يارئيس الملائكة ميخائيل قف معي في هذه الساعة الصعبة والرب الاله القدير كشف عن عيوننا نحن الجميع فرأينا رئيس الملائكة ميخائيل واقفاً عندها وعيناه تضيئان مثل الشمس وساقاه كمثل النحاس المبرق وفي يده اليمني قنطارية بأعلاها علامة الصليب وعليه خلعة ملوكية فلما نظرنا سقطنا من الخوف وفرش رداءه الروحاني وقبل فيه نفس الطوباوية القديسة اوفيمية وبعد ذلك سمعنا اصوات التسبيح والتهليل والتمجيد من طغمات الملائكة وهم صاعدين بنفس القديسة أوفيمية إلي السماء قائلين:
أن طرق كل القديسين يعرفها الرب وهم يرثون الخيرات الابدية .
وهكذا تنيحت القديسة اوفيمية في اليوم الثاني عشر من شهر بؤؤنة واهتممنا بجسدها وكفناه بلفائف نقية وصلينا عليها ووضعناها في طافوس البيعة بجانب بعلها أرسطرخوس.
5-قبة الهيكل
طار اللوح الخشبي الذي فيه صورة الملاك ميخائيل من منزلها ووجدناه بعد ذلك معلقا في قبة الهيكل بغير يد انسان وشاع خبر هذه الاعجوبة العظيمة في كل مكان
وبعد مدة يسيرة أتي إلي هذه الجزيرة الملكان المحبان لله اونوريوس وأرغاديوس واودوكسية الملكة ونظروا الايقونة التي كانت في بيت القديسة اوفيمية مثبتة في قبة الهيكل بغير يد انسان وكانت الايقونة من خشب الزيتون فإخضرت واخرجت غصوناً مثمرة وتوافد الناس عليها من كل مكان وظهرت منها عجائب كثيرة.
6-تولي المعجزات
وكان في المدينة امرأة مريضة في بطنها بمرض الاستقساء وانفقت اموالا طائلة علي الاطباء ولما ينفعها شيء فأتت إلي البيعة واخذت من تلك الاغصان واكلت فشفيت للوقت ومجدت الله ورئيس الملائكة ميخائيل .
وكان انسان اخر به مرض الشقيقة في رأسه ولما تزايد به الالم دخل إلي البيعة وأخذ من الزيت الذي يضيء من القنديل امام تلك الايقونة بأمانة ودهن به رأسه فشفي لوقته.
+++++++++++++++++++++++++
بالحقيقة يارئيس الملائكة ميخائيل أنت الواقف امام الرب الاله تسأل في جنس البشر في كل حين هوذا انا أنظر عساكر الملائكة مجتمعون اليوم في عيد الملاك ميخائيل رئيسهم الذي تفسيره أسمه قوة الله يمجدونه وكذلك أري القديسين الذين عضدهم بقوة اله حتي اكملوا جهادهم يفرحون في هذا اليوم ممجدين الله ورئيس ملائكته ميخائيل وأنا أنظر اليوم إلي الله رب السموات والارض كائناً معنا اليوم يفرح في عيد خادمه المؤتمن ميخائيل وانا الخاطىىىى لما رأيت هذا جميعه ازداد فرحي وعظم ابتهاجي بهذا العيد العظيم فينبغي لنا ان نسبح ونشكر الرب الاله الذي أنطق ألسنتنا وان هذا الملاك الجليل مغيث السائلين إليه والعالم جميعه مضبوط بطلباته المقبولة وتضرعاته وشفاعته المسموعة امام الله ضابط الكل في كل حين لان خصب الزرع ونمو الثمار وجري مياه الانهار والسلامة الكاملة في البيعة وثبات الامانة الارثوذكسية كل ذلك بسؤال رئيس الملائكة ميخائيل.....