إن للدعوة دورٌ خاص في وحي الله وخلاص الانسان، انها حوار بين الله في عظمته وسرّه من ناحية، وبين الانسان الذي يظهر على حقيقته بما فيه من ضعف وقدرته على الرفض والتقبل، من ناحية أخرى. الدعوة نداء يوجّهه الله للإنسان الذي اختاره لذاته، والذي يخصّه لعمل معيَّن في تدبير خلاصه وفي مصير شعبه.
وهذا النداء هو نداء شخصي موجّه الى أعماق ضمير الانسان، وينتظر الله جوابا، أي موافقة واعية تعبّر عن الايمان والطاعة، فإذا لبَّى الانسان الدعوة، فهذه الدعوة تقلب أوضاع كيانه، لا في ظروفه الخارجية فقط، ولكن حتى في عمق قلبه، فتجعل منه شخصا آخر.