رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الطبيعة تسبّح الرب *لا تنكر الطبيعة أبدًا التسبيح للرب، لأن الخليقة كلها به تتحرك للتسبيح. من السهل أن تسبّحه الحجارة والأخشاب، لأن رمزه الخفي يحرك الطبائع لتسبحه (دا 3: 51-90). الخلائق بأشكالها ترتل التسبيح: الناطقة منها، والصامتة على اختلافها (دا 3: 51-90). الشمس بنورها وبأشعة حرارتها في مسيرة دربها تسبّح كما هي مكونة (مز 148: 3). والقمر بإشراقه وبتغييرات سرعته يسبّح رب الأزمان الذي لا يتغير (مز 148: 3). والرقيع بسعته وبالنيرات المنظومة فيه يسبّح مكوَّنَه ليل نهار (مز 148: 3). والأرض والبحار، بالجبال العالية وبالأمواج، تسبّح بأشكالها كما هي مخلوقة (مز 69: 34). وكل الغابات والأشجار المثمرة والأرز تسبّح كل يوم بعجبٍ عظيمٍ (مز 148: 9). والسماء والأرض مملوءتان من مجده كما هو مكتوب (إش 6: 3)، وكل ما هو مكوَّن يرتل التسبيح لمكوِّنه . *هوذا الخلائق على اختلاف أشكالها ترتل تسبيحك، وأنا افتح فمي لتسبيح جبروتك. هوذا الأيام والليالي في حدودها تفتح وتغلق لتنشر خبرك في الأرض كلها. الأمسيات والصبحيات توقظ الناس بهجعاتها وأوقاتها لتسبيحك بتمييز. الصيفيات والشتويات تعلّم الأرض بتغييراتها ومسيراتها بأنك تبدّل أوقاتها. البرد والحر اللذان يذهبان ويجيئان للتدبير، يخبران كيف أنك ماهر في أعمالك. ساعات النهار وهجعات الليل الأربع كلها تُصعد التسابيح المتميزة لقدرتك الخالقة. البحر بسفنه وعواصفه وأمواجه يكرز بعجبٍ كيف أن قدرتك العاملة مخيفة. الأمواج العاتية ومعها الرياح العزيزة ترتل خبرك (قائلة) كيف أن جبروتك عجيب. اللجة الكبرى ولوياثان مع التنانين تستند عليك في عمق البحار في تخومها. كل اليابس والأرض وجبالها مع آكامها تسبحك، وأنت تحملها لئلا تسقط. هوذا السماوات تخبر بمجدك بطبائعها، ويبين الرقيع (الفضاء أو الغلاف الجوي) عمل يديك: كم أنت جبار! هوذا الخيمة الكبرى التي نسجتها قدرتك الخالقة وبسطتها ممدودة وقائمة فوق كل الجهات، وهي مليئة بتسبيحك. الشمس والقمر وأشعتهما واشراقاتهما توقظ العالم بالمسيرة الكبرى لمدحك . القديس مار يعقوب السروجي |
|