وفي مَساءِ ذلك اليَومِ، يومِ الأحد، كانَ التَّلاميذُ في دارٍ أُغْلِقَتْ
أَبوابُها خَوفاً مِنَ اليَهود، فجاءَ يسوعُ ووَقَفَ بَينَهم وقالَ لَهم:
السَّلامُ علَيكم!
هو يبادر فيأتي أولا إليهم، ومجيئه يملأ القلوب تعزية وشجاعة (يوحنا 14: 3). ويكشف لنا يوحنا الإنجيلي أن حقيقة الالتقاء بيسوع تخضع بعد قيامته لسُنة أخرى غير السنُن العادية لعالمنا. أمَّا فعل "وقف" فيشير إلى المعنى الرمزي الذي هو وقفة القيامة. وقوف يسوع في وسطهم والأبواب مغلقه لم يكن بعملٍ معجزي، لأن هذه هي طبيعة الجسم القائم من الأموات، إنَّما ما أراد يسوع تأكيده فهو أنه قام بذات الجسم، لكنَّه بجسم مُمجَّد، انه الجسد هو بذاته لابسٌ عدم الفساد كما جاء في رسالة بولس الرسول " فلا بُدَّ لِهذا الكائِنِ الفاسِدِ أَن يَلبَسَ ما لَيسَ بِفاسِد، ولِهذا الكائِنِ الفاني أَن يَلبَسَ الخُلود" (1 قورنتس 15: 53)؛
ويُعلق القديس أوغسطينوس حول "طبيعة الجسد المُقام" بقوله "على أي حال، أيا كانت طبيعة الجسد الروحاني، ومهما كانت عظمة نعمته، أخشى أن أتحدث في هذا، لأننا لا زلنا لا نحمل أية خبرة بخصوص هذه الحقيقة".