ما دامت جميع الخطايا تطلع من أصل واحد، فإنها كلَّها ترتبط عضوياً بعضها ببعض، سواءٌ كانت في حياة كل إنسان بمفرده، أو في حياة أسرة أو جيل أو عرق أو شعب أو مجتمع، أو في حياة البشرية كلِّها. والحق إن الخطايا لا يُحصى عددها، بحيث حاول البعض أن يصنفوها أو يبوبوها، فتحدثوا عن سبع من الكبائر أو الخطايا الرئيسية (الكبرياء، الجشع، الإدمان، عدم العفة أو الفجور، الكسل، الحسد، الغضب). أو صنفها بعضُهم بحسب الإرادة التي بها يُرتكب، فميزوا بين خطايا الفكر والقول والفعل، أو خطايا العرض وخطايا الروح. وبابها آخرون أحياناً بحسب الوصايا التي تشكل مخالفةً لها، فقالوا: خطايا ضد الوصايا التي وردت في اللوح الأول من الوصايا، وخطايا ضد ما ورد في اللوح الثاني، والمعنى: خطايا ضد الله، وخطايا ضد القريب والنفس. أو جرى تصنيفها بحسب الشكل الذي به تم التعبير عنها، فقيل: خطايا إهمال، وخطايا أفعال. ثم كان أيضاً تمييز في الدرجة، فقيل: خطايا سرية أو علنية، وخطايا بشرية أو شيطانية، وما إلى ذلك.