في العنصرة قطع الله عهدا مع البشرية فشُفي تبلبل الألسنة الذي بدأ في بابل (التكوين 11: 6-9) وُلدت الجماعة المسيحية المُتمثلة في التلاميذ الّذين "كانوا مُجتَمِعينَ كُلُّهم في مَكانٍ واحِد" (أعمال الرسل 2: 1). لأن الرّوح القدس بالتحديد هو حب، وثمرته هو الوحدة والتغلب على كل الانقسامات. وهكذا قطع الله عهداً جديداً معنا يختمه بسكنى روحه القدوس فينا. ويعلق القديس يوحنّا فم الذّهب عن يوم العنصرة قائلًا "اليوم استحالت الأرض لنا سماءً. لا لأنّ النّجوم انحدرت من السّماء على الأرض، بل لأنّ الرّوح القدس أفاض اليوم، نعمه الوافرة على الأرض، وأحالها إلى فردوس" وهذا ما أكده بولس الرسول " أمَّا تَعلَمونَ أَنَّكُم هَيكَلُ الله، وأَنَّ رُوحَ اللهِ حالٌّ فيكم؟ " (1 قورنتس 3: 16)، فحضور الروح في حياتنا هو تتميم لمخطط الله الخلاصي لنا. قال القديس أثناسيوس الإسكندري: "لقد أصبح الله إنسانا ليجعلنا أهلاً لقبول الروح القدس".