البابا شنودة الثالث
إن معارفك أيضا تحتاج إلى تنمية.
هناك نمو طبيعي في المعرفة خلال مراحل العمر. وهناك أيضًا تنمية للمعرفة، تغذي هذا النمو الطبيعي بمادة سليمة. والذي يهتم بنموه في المعرفة، يتحول إلى إنسان مثقف، ويبعد عن الجهل المحارب للنفس. ويستطيع أن يكون عضوًا نافعًا في المجتمع، إلى جوار نفعه الشخصي..
والمعرفة تغذى عقله، وتغذى ضميره. وتدفعه إلى السلوك السليم.
فيعرف ليس فقط التمييز بين الخير والشر، إنما أيضًا بين اللائق وغير اللائق، المناسب وغير المناسب. وتساعده المعرفة على الحكمة وحسن التصرف، وعلى النجاح في التعامل مع الناس. وإذا نما في ذلك قد يصل إلى القدرة على الإرشاد.
يحتاج الإنسان أيضًا إلى تنمية وتقوية إرادته.
فكثيرون يعرفون الخير. ولكن إرادته لا تقوى على عمله. ويعرفون الشر ومضاره، ومع ذلك فإرادتهم أضعف من أن تبعد عنه، وتعجز إرادتهم عن مقاومة الخطيئة، مع معرفتهم بكل نتائجها. وذلك لأن الرغبة أو الشهوة تسيطر على الإرادة وتقودها في طريقها.