ذكريات احدى بنات ابونا سمعان الانبا بولا فى الاعتراف
تحكى احد محبى ابونا سمعان
ومن المواقف الكثيرة التي أثرت في حياتي : أنني كنت أعاني من تأنيب الضمير في شيء كنت أود لو اعترفت ولكني لم أكن أملك الجرأه علي قوله ومضت شهور وأنا في كل مره أذكر لأبونا انني أود الاعتراف بشيء مضي ولكني لا أستطيع وفي كل مره كان يخبرني بأن الاعتراف أمر ليس فيه مكان للخجل وأن الرب يفرح بالتائب والمعترف هذا
بالاضافة لأننا أصدقاء ولا يمكن للأصدقاء أن يخفوا عن بعضهم البعض شيئا ،وأخيراً اعترفت له بهذا الشيء. وكأن حجراً ثقيلاً قد أزيح عن صدري والغريب أنني لم أتوقع رد فعله فقد كان كالمعتاد رقيقا حنونا حيث قال كلمته المشهوره ] أنت بركة[ ثم أكمل ] أنت كتكوت صغير و ربنا بيحب الكتاكيت الذين دائما يصدوا الشيطان و الشيطان يخاف من الانسان الذي يعترف بخطئه [.
الغريب أنه بعد هذا الموقف أصبحت أعترف بالأشياء الصغيرة والكبيرة وصرت حريصة أكثر في أفعالي وأقوالي فسألت أبونا عن السبب الذي يجعلني أسأل في كل شيء ، فأجاب أبونا بكلمات لن أنساها أبدا وقال لي ] ان حياة الانسان من صح وخطأ كالغرفة المظلمة والاعتراف كالنور الذي يضيء كل ركن من هذه الغرفة كلما اعترفنا بخطايانا وأخيرا يظهر ما في الغرفة من أتربة وأوساخ فنستطيع رؤيتها وازالتها. فأنت اعترفت الآن بشيء أظهر لك شوائب صغيرة كانت موجودة في حياتك لكنك لم تريها من قبل حيث كانت الغرفة مظلمة وها أنت الآن ترين كل ما فيها من صغير وكبير [ وكان معه كل الحق في ذلك.
لم يكن أباً عادياً ، بل كان أخاً وصديقاً وأبا، كان مثال للأب الكاهن الحنون الذي يشعر بأوجاع أولاده ويداويها. كان يربت علي أكتافهم ويحمل عنهم همومهم ويواسيهم. فأنا لم أراه في حياتي قط حيث كانت علاقتى به تليفونياً ولكنه كان يعرفني معرفة الأب بأبنته، كان يعلم ما يدور في نفسي وكان ينطق أولاً بما أريد قوله.......فعلا كان يحفظني عن ظهر قلب.