منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 30 - 05 - 2022, 12:01 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,321

موقف يسوع من دفع الجزية  على الصعيد الأخلاقي في الكتاب المقدس




على الصعيد الأخلاقي

يقتضي مبدأ المسيح "أَدُّوا إِذاً لِقَيصَرَ ما لِقَيصر، وللهِ ما لله" (متى 22: 21) وجها أخلاقيا، لموقف المسيحي حيال الحكومة. جواب يسوع له الأثر العميق على مجرى الفكر المسيحي في المشاكل الادبية لموقف المسيحي حيال الحكومة؛ فواجبنا نحو الله لا يتعارض مع واجبنا نحو الحكومة، فنحن مدينون لكليهما.
يطالب يسوع المسيحيِّين ان يؤدوّا واجباتهم تجاه السلطة السياسية، ولا يقلبوا النظام الذي أساسه العدل، ولا يعطلوا القوانين التي تنفع الخير العام بل أن يُميّزوا ما هو لله وما هو لقيصر، دون ان يقاوم الواحد الآخر، وأن الأولويّة هي دائمًا لله. وان نتعاون بإخلاص، من أجل صالح الدولة والخير العام. ويعلق البابا فرنسيس "المسيحي هو مدعوّ إلى الالتزام في الواقع الأرضي إنما ملقيًا عليه النور الآتي من الله. إن تسليم الذات بالأولوية لله والرجاء به لا ينطويان على الهروب من الواقع، إنما الجهد في إعادة ما هو لله، لله. ينظر المؤمن إلى واقع الله، كي يحيا الحياة الأرضية بملئها، ويواجه تحدّياتها بكلّ شجاعة" (عظة الاحد 22/10/2017).
من الممكن ان نكون مسيحيين حقيقيين ومواطنين موالين في الوقت نفسه. فالمسيحي يعيش كمواطن صالح في بلده ويحترم قوانينها، يقوم بواجباته ويدفع الضرائب، ويساهم في الجمعيات ويشارك في الحياة السياسيّة. وهذا ما جعل اتباع يسوع يتبعون هذه الوصية. فقال القديس بطرس: "إتَّقوا الله، أَكرِموا المَلِك" (1 بطرس 2: 17)؛ أمَّا القديس بولس فقال: "أَدُّوا لِكُلٍّ حَقَّه: الضَّريبَةَ لِمَن لَه الضَّرِيبة، والخَراجَ لِمَن لَه الخَراج، والمَهابةَ لِمَن لَه المَهابَة، والإِكرامَ لِمَن لَه الإِكرام" (رومة 13: 7). وان نكون دوما أمناء تجاه الله كما نحن أمناء تجاه السلطات المدنية. وبهذا المعنى قال بولس الرسول " يَخضَعْ كُلُّ امرِئٍ لِلسُّلُطاتِ الَّتي بأَيدِيها الأَمْر، فلا سُلْطَةَ إِلاَّ مِن عِندِ اللّه، والسُّلُطاتُ القائِمة هو الَّذي أَقامَها " (رومة 13: 1). لذلك يحضُّ بولس المسيحيين على دفع الضرائب، لأن السلطات خدّام لله. يجب أن نطيع السلطة السياسية وندفع الضرائب، لأن السلطة " في خِدمَةِ اللّهِ في سَبيلِ خَيرِكَ" يقول بولس الرسول (روم 13: 4 أ). هذه هي تعليمات الكتاب المقدس على الانسان المسيحي ان يلتزم بها.
ويستطيع الانسان أن يوفّق بين التزامه الدينيّ والمـدنيّ، خاصةً إذا كانت قرارات الدولة لا تتنافى مع النظام الأدبيّ الذي أراده الله. لكن على المواطن واجب ضمير بأن لا يخضع لأوامر السلطات المدنية عندما تفرض ما يتعارض ومقتضيات النظام الخلقي، والحقوق الاساسية للأشخاص وتعاليم الانجيل والضمير المستقيم والكرامة الانسانية. وهذا الرفض يجد تبريره في التمييز بين خدمة الله وخدمة الجماعة السياسية "أَدُّوا إِذاً لِقَيصَرَ ما لِقَيصر، وللهِ ما لله"، وهذا كان رد فعل بطرس والرسل امام مجلس اليهود "الله أَحَقُّ بِالطَّاعَةِ مِنَ النَّاس" (اعمال الرسل 5: 29).
ونستنتج مما سبق انه للمؤمنين التزامات قانونية تجاه كل من الله والحكومة. لكن المهم ان نحفظ اولوياتنا سليمة، فعندما يتصارع الواجبان، فدائما ما يأتي واجبنا نحو الله أولا. "ويحق للمسيحيين ان يدافعوا عن حقوقهم وحقوق مواطنيهم، ويقاوموا تجاوزات هذه السلطة، على ان يراعوا الحدود التي رسمتها الشريعة الطبيعية والشريعة الانجيلية" (وثيقة المجمع الفاتيكاني الثاني، ك ع 74).
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
موقف يسوع من دفع الجزية على الصعيد السياسي في الكتاب المقدس
موقف يسوع من دفع الجزية على الصعيد اللاهوتي في الكتاب المقدس
موقف يسوع من دفع الجزية في الكتاب المقدس
ما هو مفهم الجزية في الكتاب المقدس؟
موقف الكتبة الذين اعتبروا ان يسوع مُجدّفاً في الكتاب المقدس


الساعة الآن 08:11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024