ما هو مفهم الجزية في الكتاب المقدس؟
طرح رؤساء الشعب اليهودي على يسوع أسئلة خطيرة، ومنها: الجزية لقيصر (متى 22: 15022)، إقامة الأموات (متى 22: 23-33)، الوصية الكبرى (متى 22: 34-40)، ابن داود (متى 22: 41-46). واليوم نتناول الموضوع دفع الجزية في العهد القديم والعهد الجديد.
في فلسطين هناك ضريبتان: الضريبة المدنية والضريبة الدينية. والضريبة المدنية كانت تُدفع للملوك اليهود مثل للملك سليمان، وللوثنيين مثل ملوك الفرس واليونانيين والرومانيين.
وفي أيام المسيح كان الشعب يدفع نوعين من الضرائب المدنيَّة: ضرائب مباشرة، وأخرى غير مباشرة، أمَّا الضرائب المباشرة فتُدفع على اساس المدخول الإنتاجي كلٌّ بحسب امكانياته المادِّية، والضرائب غير المباشرة هي بمثابة رسوم جمركية تُدفع مقابل العبور على الطرق ومداخل المدن. وسأل الفريسيون يسوع عن شرعية كلتا الضريبتين " أَيحِلُّ دَفعُ الجِزيَةِ إِلى قَيصَر أَم لا؟" (متى 22: 17).
ويتم تحصيل الرسوم الضريبة عن طريق جباه الضرائب، إذ يتفق شخص او مجموعة أشخاص مع الدولة على دفع مبلغ معيّن كل سنة، ولمدة خمس سنوات. فعلى سبيل المثال زكا عجابي الضرائب على مدخل اريحا، ومتى اللاوي على مدخل كفرناحوم.
وفي أيام يسوع كانت أنواع كثيرة من العملة، منها من المعادن الثمينة كالذهب والفضة، ومنها المعادن العادية كالبرونز والنحاس. وسُميت العملة بأسماء متنوعة منها الدينار والدرهم والاستار، وكان من عادة كل حاكم ان يصكُّ عملة خاصة به، وتُدفع الضرائب لروما بعملة قيصر التي تحمل صورته.
أمَّا النوع الثاني من الضرائب، فهو الضريبة الدينية، وتنقسم تلك الضريبة الى قسمين: القسم الأول يُخصص للهيكل من اجل ترميمه ولإعالة الكهنة الذين يخدمون فيه؛ يدفعها كلُّ إسرائيلي بلغ عمره أكثر من ثلاث عشرة سنة. وكان الضريبة في ايام يسوع درهمين كما ورد في سيرة يسوع المسيح: "لَمَّا وَصَلُوا إِلى كَفَرناحوم، دنَا جُباةُ الدِّرهَمَينِ إِلى بُطرس وقالوا له: أمَّا يُؤَدِّي مُعَلِّمُكُمُ الدِّرهَمَين؟" (متى 17: 24).
والقسم الثاني من الضريبة هو الاعشار، فعلى كل إنسان ان يدفع عُشر ما تنتجه أرضه، عرفان شكر للرب الذي وهبها له، وكانت الاعشار تُوزع على الكهنة والفقراء "الوَيلُ لَكم أَيُّها الكَتَبَةُ والفِرِّيسيُّونَ المُراؤون فإِنَّكم تُؤَدُّونَ عُشْرَ النَّعْنَع والشُّمْرَةِ والكَمُّون، بَعدَما أَهمَلتُم أَهَمَّ ما في الشَّريعة: العَدلَ والرَّحمَةَ والأَمانة. فهذا ما كانَ يَجِبُ أَن تَعمَلوا بِه مِن دونِ أَن تُهمِلوا ذاك"(متى 23: 23).