لعله درس كبير لنا فى المواظبة على القداسات والتبكير للكنيسة والإلتصاق بها وحفظ الصلوات والتسابيح والألحان والمدائح , وله فى الرهبنة صلات ودروس وتجارب كثيرة , له صلة بدير البراموس العامر حيث ترهب هناك , وله صلة بدير السريان العامر حيث أرسل كثير من ابناءه ليتعبدوا به , له صلة بدير مار مينا الذى عمره وترهب بأسمه ولقد ترك فى نفسه أثراً كبيراً يعطينا فكرة عن كيف أننا أسمينا أولادنا بأسماء القديسين تتعلق نفوسهم به وبأعمالهم , وقد أهتم بدير مار مينا كثيراً قبل أن يصير خليفة لمار مرقس الرسول , وكان يريد من مصلحة الآثار أن تترك له هذا المكان ألثرى ليبنى فيه ولو قلاية بسيطة , وأشترى خمسين فداناً وبنى كنيسة ومغارة وقلالى للرهبان وسوراً كبيراً يحيط بها وبيتاً للضيافة أو الخلوة , وكان يحب دير مار مينا ويسافر إليه ويقضى فيه شهوراً طويلة وكان يود لو أنه أيضاً دفن فيه , كان يحب الهدوء والبعد عن الضوضاء , ومشاكل القاهرة ومن حبه لهذا الدير كان يود لو بنيت مذابح فى كل كنيسة بإسم مار مينا , ورسم أحد المطارنة بأسم مار مينا وتلميذه الخاص باسم الراهب مينا وعمر ذلك الدير , ولأول مرة نجد راهباً يحمل إسم مار مينا , وكان يعيد فى كل سنة فى عيده , ويفرح بالذين يشتركون فيه , وإستطاع أن يجعل إسمه محفوراً فى قلوب أبناء هذا الجيل .