25 - 05 - 2022, 09:14 AM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
العلاقة بين البابا كيرلس السادس وأثيوبيا والكنيسة الأثيوبية
توتر العلاقات بين الكنيسة الأثيوبية والكنيسة القبطية
كانت العلاقة بين الكنيستين الكنيسة الأثيوبيه وأمها الكنيسة القبطية بدأت فى التدهور لمطالب كثيرة وكان بداية الأزمة أنه بعد نياحة البابا يؤانس الـ 19 عام 1942م بعد أن طالب الأثيوبيين وكان المطران فى ذلك الوقت الأنبا كيرلس (مطران مصرى لأثيوبيا) فطلبوا أن يكون من يخلفه مطراناً أثيوبياً ويكون له أيضاً حق رسامة أساقفة أثيوبيين وتكوين مجمعاً مقدساً لكنيسة أثيوبيا - وأن يكون لهم حق أنتخاب البطريرك للكنيسة غير قائمة أخرى من الطلبات التى تهدف أولاً وأخراً إلى الإستقلال .
فعقد البابا مكاريوس الثالث مجمعاً مقدساً خصيصاً لمناقشة هذه الطلبات , وأعلن رفض المجمع سيامة المطران
الأثيوبى وما دام رفض رسامة المطران الأثيوبى فيكون رفض كل مطالب الأثيوبيين بما فيها أن يكون له حق رسامة أساقفة أثيوبيين , فأثر هذا الرفض على العلاقة بين الكنيستين الشقيقتين .
وفى عهد الأنبا يوساب البطريرك بعد مفاوضات تدخلت فيها حكومة النقراشى باشا وافق البابا على مطالب كنيسة أثيوبيا , ولكن كان أنتظار تنفيذ الأتفاق هو نياحة الأنبا كيرلس آخر مطران مصرى قبطى لأثيوبيا وقد تنيح فى أكتوبر سنة 1950م
وفى يناير 1951 م قام الأنبا يوساب بترقية الأنبا باسيليوس إلى رتبة مطران مع السماح له برسامة خمسة من الأساقفة الأثيوبيين .
وفى عام 1956 م بعد نياحة البابا يوساب وأثناء فترة خلو الكرسى المرقسى عاد الأثيوبيين بمطالب جديدة وهى : رفع درجة المطران الأثيوبى إلى درجة أن يكون نائب البطريرك فى أثيوبيا , ويكون لهم حق إنتخاب البطريرك سواء فى أعداد لا ئحة الإنتخاب و المشاركة فى الإنتخاب وترشيح أثيوبيين للكرسى البطريركى لأنهم جزء لا يتجزأ من الكنيسة ككل , فوافقت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة مطران بنى سويف وقائممقام البطريرك على جميع المطالب الأثيوبية ما عداً أمراً واحداً ألا وهو مسألة ترشيح البطريرك إذ تمسك الأقباط بالتقاليد أن يكون البطريرك مصرياً أثوذكسياً , وبتاء على هذا رفضت الكنيسة الأثيوبية الإشتراك فى سيامة البابا كيرلس السادس فى مايو عام 1959م
وكانت هذه الأزمة تقلق أبونا مينا البراموسى المتوحد وبعد الإختيار الإلهى له ليكون بطريركاً , وقبل حفل السيامة فى 10 مايو 1959 م - أرسل قداسته بصفه شخصية الدكتور إدوارد بشرى إلى أثيوبيا حاملاً رسالة شخصية منه إلى الإمبراطور هيلاسلاسى يقول فيها : " .. أبعث بهذه الرسالة إلى جلالتكم بعد أن شاءت نعمة الرب وإختارت ضعفى لهذا المنصب الخطير , وأنى أشعر بجعوة الرب وبجسامة المسئوليات التى تتطلبها رعاية النفوس , وأثق أن الذى دعانى هو القادر أن يعيننى على توجيه سفينة كنيسته إلى ميناء الخلاص .. ويسرنى أن أعبر لجلالتكم عما يكنه قلبى وتقدير لشعبنا الأثيوبى العزيز , ولكنيسة مار مرقس بلادكم المباركة , ولا شك أنه متى سارت روح المحبة المسيحية الحقيقية والفهم والتقدير المتبادل , فإنه يمكن تذليل كل الصعوبات , والوصول إلى حلول مرضية وبدء عهد جديد يساعد على توطيد هذه الرابطة المقدسة التى طالما حاميتم عنها جلالتكم وسهرتم على صيانتها وتوطيدها طوال حياتكم , ومما يزيد إبتهاجى أن يشترك أخوتى فى ليقاناباباسات (المطران) وأساقفة أثيوبيا فى وضع ايديهم على رأس بابا الإسكندرية فى صلاة الرسامة لأول مرة فى تاريخ كنيستنا , مما سيزيدنى شعوراً بعمق هذه الرابطة وقوتها , وأنى أتطلع بعين الفرح الى ذلك اليوم الذى ألتقى فيه بجلالتكم فى أثيوبيا العزيزة وفى الإقليم المصرى أيضا حتى يتم سرورنا الروحى فى الرب .. " كتاب مذكراتى عن حياة البابا كيرلس السادس - القس رافائيل أفا مينا / حنا يوسف عطا
وعاد مندوب أبونا مينا يوم السيامة حاملاً
رسالة إعتذار عن عدم المشاركة فى حفل الرسامة ولكنهم تفهموا روح المحبة التى تكمن فى قلب القادم ليجلس على كرسى مار مرقس - وحاول البابا كيرلس السادس لم ييأس فى رغبته فى تحسين علاقة الكنيسة القبطية مع أثيوبيا فقال فى رسالته الباباوية الأولى يوم الرسالة قال فيها : " .. كما نتوجه بأصدق التحية وبركاتنا الرسولية إلى الأخ الحبيب الأرثوذكسى المبارك حضرة صاحب الجلالة الإمبراطور هيلاسلاسى الأول إمبراطور أثيوبيا وإلى جلالة الإمبراطورة والأمراء وإخوتنا المطران ياسيليوس وجمسع الساقفة والكهنة والشمامسة وشعبنا الأثيوبى العزيز ... "
وفى 16 مايو 1959م بعد السيامة المقدسة كتب قداسة البابا كيرلس السادس رسالة ثانية إلى الإمبراطور هيلاثيلاسى جاء فيها قال فيها : " .. لقد تأثرنا بالغ التأثر وقدرنا شعور الألم الذى عبرتم عنه جلالتكم فى رسالتكم الشفهية لعدم تمكنكم من الإشتراك فى حفل الرسامة , ونحن نتضرع إلى الرب أن تحل نعمة روحه المقدسة فترد إلى الكنيسة سلامها وطمأنينتها بروح المحبة المخلصة والتسامح التى ضمناها فى رسالتنا السابقة , إن الإحتياجات الروحية والإجتماعية المتزايدة لشعب الرب فى هذه الأيام ومسئوليات الكنيسة نحوها تتضاعف يوماً بعد آخر مما يتطلب العناية بتنظيم أعمال الكنيسة الرعوية والإدارية بالطريقة التى تمكنها من تأدية رسالتها وتحقيق مسئولياتها على الوجه الذى يريح ضميرنا أمام الرب , وسيشمل هذا التنظيم بنعمة الرب جميع أقاليم الكرازة المرقسية التى يتسع عمل الرب فيها بشكل ملحوظ , ولشعورنا بإزدياد التبعات الملقاة على كنيسة مار مرقس فى أثيوبيا فى نهضتها الحديثة , بفضل جلالتكم وإهتمامكم , ويسرنا أن يكون رفع مركز رئيس كنيسة مار مرقس بأثيوبيا موضع عنايتنا بصفة خاصة , مع تنظيم سلطاته فى الرسامات بما يرشدنا إليه الروح القدس , لذا يسرنا أن نوفد إليكم أخوتنا الآباء المطارنة نيافة ألنبا لوكاس مطران منفلوط ونيافة الأنبا يؤانس مطران الخرطوم ونيافة الأنبا بنيامين مطران المنوفية , لتأكيد مشاعرنا السابق التعبير عنها ولدعوة من يقع عليه إختيار جلالتكم من أبناء الكنيسة للحضور إلينا والإشتراك فى دراسة هذا التنظيم ورسم حدوده ومسئولياته تحت قيادتنا الشخصية حتى تتحقق الكنيسة رسالتها لمجد الرب وخلاص النفوس .. "
ولم يقتصر البابا كيرلس السادس على الرسالة السابقة ولكنه أرسل رسالة أخرى إلى نيافة الأنبا باسيليوس المطران ألثيوبى عبر فيها عن صدق مشاعره ورغبته القوية فى تدعيم العمل الكنسى والرعوى لكنيسة مار مرقس الرسول فى ك لا البلدين مصر وأثيوبيا .
وفى الأسبوع الثانى من يونيو 1959 م حضر وفد أثيوبى للمفاوضات وفتح باب الحوار من جديد وكان الوفد الأثيوبى يتكون من : الدجازماشى أسارات كاسا نائب جلالة الإمبراطور هيلاثيلاسى الأول - نيافة الأنبا ثيؤفيلس أسقف هور - أتومرسى حزن النائب بالبرلمان ألأثيوبى .
وشكل قداسة البابا وفداً قبطياً فى هذه المباحثات يتكون من : نيافة الأنبا لوكاس مطران منفلوط - نيافة الأنبا يؤانس مطران الخرطوم - نيافة الأنبا باسيليوس مطران القدس الجديد - المهندس يوسف سعد - السفير عدلى أندراوس - السفير دسمترى رزق - الدكتور مراد كامل - القمص مكارى السريانى ( فيما بعد اصبح نيافة الأنبا صموئيل أسقف الخدمات ) لسكرتارية المفاوضات بين الكنيستين ..
|