كان أرسطو يقولُ إنّ اللهَ يحرّك العالم "بقدر ما يُحَب"، أي بقدر كونه موضوع حبّ والعلّة الأخيرة لجميع الخلائق. ولكن الكتاب المقدس يقولُ تمامًا العكسَ؛ فاللهُ يخلق ويحرّك العالم بقدر ما يُحبُّ العالمَ. فالمهم في محبة الله ليسَ إذًا محبةُ الإنسان لله، بل محبة الله للإنسان أولاً: " وما تَقومُ عَلَيه المَحَبَّة هو أَنَّه لَسنا نَحنُ أَحبَبْنا الله بل هو أَحَبَّنا" (1 يوحنا 4: 10).
وعلى هذا يتوقفُ كلُّ شيء، حتّى إمكانيّة حبّنا لله: " أَمَّا نَحنُ فإِنَّنا نُحِبّ لأَنَّه أَحَبَّنا قَبلَ أَن نُحِبَّه"(1 يوحنا 4: 19).