الأنبا أنطونيوس الكبير
إن قال واحد وهو يذكر قصة أيوب: لماذا إذًا خرج إبليس وتمم كل شيء ضده وجرده من كل ممتلكاته، وقتل بنيه، وضربه بقروح ردية؟ فليذكر مثل هذا من الناحية الأخرى إن إبليس لم يكن هو القوى بل الله الذي سمح له أن يستلم أيوب لامتحانه. يقينا أنه لم تكن لديه قوة لعمل شيء ولكنه طلب، وإذ أجيب إلى طلبه فعل ما فعل. وبهذا نفسه يكون ضعف العدو إذ أنه لم يقدر على شخص بار واحد. لأنه لو كانت له قوة لما طلب الإذن. أما وقد طلب لا مرة واحدة بل مرة أخرى أيضًا فقد بين شغفه وافتقاره إلى القوة وليس عجيبًا إن عجز عن أن يفعل شيئًا ضد أيوب إن كان الهلاك لم يحل حتى بمواشيه لو لم يكن الله سمح بذلك وليس لديه سلطان على الخنازير لأنه مكتوب في الإنجيل أن الشياطين طلبت من الرب قائلة " إئذن لنا أن ندخل الخنازير "فبالأولى جدًا ليس لها سلطان على البشر الذين قد تكونوا على صورة الله.