تضعنا التطويبات في تحديات كونها دستور أخلاقي للتلاميذ، ومعيار لسلوك كل المؤمنين؛ لأنها تضع الانسان في موقف تحدي بين قيم الملكوت الابدية من وداعة ورحمة وسلام وقيم العالم الزمنية من مال وعنف وسلطة؛ وبين الايمان السطحي عند الفريسيين والايمان الحقيقي الذي يريده يسوع؛ يقلب يسوع كل فكرة العالم عن السعادة راسا على عقب. فالتطويبات تعلمنا ان السعادة الحقيقية ليست في الغنى أو الرفاهية أو المجد البشري أو السلطة، وليست في أي عمل بشري مهما كان مفيدا، من مثل العلوم والتقنيات والفنون، وليست في اية خليقة، وانما هي في الله وحده ينبوع كل خير وكل حب، لذا تضعنا أمام خيارات أخلاقية حاسمة. "وتعلن ما يحصل عليه التلاميذ من الآن بصورة غامضة من البركات والمكافآت. وهي قد بدأت في حياة العذراء مريم وجميع القديسين"