![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() «أَيْنَ كُنْتَ حِينَ أَسَّسْتُ الأَرْضَ؟ ... عِنْدَمَا تَرَنَّمَتْ كَوَاكِبُ الصُّبْحِ مَعًا، وَهَتَفَ جَمِيعُ بَنِي اللهِ؟» ( أيوب 38: 4 -7) ما أجمل هذه العبارة الشعرية، التي نطق بها الخالق، ليصف فرح السماء عندما تكونت الخليقة الأولى! ( أي 38: 7 ). وبكل تأكيد فإن «اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ، وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ» ( مز 19: 1 ). فالملائكة والكائنات السماوية، سواء الرياسات أو السلاطين في السماويات ، انطلقوا يهتفون ويترنمون بفرح إزاء العمل البديع الذي صنعه الخالق وأتقنه. ونرى في هذا الأصحاح (أي38) أن الله كان يُجيب على حيرة أيوب ، ويرد على مخاصماته للخالق. فأيوب كان قد تجاسر وبدأ يُراجع الله في طرقه، مُظهِرًا فهمه وحكمته، مُتبرّرًا في عينيّ نفسه. ولكنه تعلَّم أخيرًا أنه ليس سوى إنسان فقير، وهش الكيان ، وخاطئ بالطبيعة، وعليه أن يأخذ مكانه الصحيح في التراب أمام الله «لأَنَّ كُلَّ أُمُورِهِ لاَ يُجَاوِبُ عَنْهَا» ( أي 33: 13 )، والتي قال عنها الرسول بولس: «يَا لَعُمْقِ غِنَى اللهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الْفَحْصِ وَطُرُقَهُ عَنِ الاسْتِقْصَاءِ!» ( رو 11: 33 ). وهنا يقول الله لأيوب: «اُشْدُدِ الآنَ حَقْوَيْكَ كَرَجُل، فَإِنِّي أَسْأَلُكَ فَتُعَلِّمُنِي . أَيْنَ كُنْتَ حِينَ أَسَّسْتُ الأَرْضَ؟ أَخْبِرْ إِنْ كَانَ عِنْدَكَ فَهْمٌ». فماذا كانت إجابة أيوب؟ لا شيء طبعًا. «مَنْ وَضَعَ قِيَاسَهَا؟ لأَنَّكَ تَعْلَمُ! أَوْ مَنْ مَدَّ عَلَيْهَا مِطْمَارًا؟» . فماذا عرف أيوب؟ «عَلَى أَيِّ شَيْءٍ قَرَّتْ قَوَاعِدُهَا؟ أَوْ مَنْ وَضَعَ حَجَرَ زَاوِيَتِهَا ، عِنْدَمَا تَرَنَّمَتْ كَوَاكِبُ الصُّبْحِ مَعًا، وَهَتَفَ جَمِيعُ بَنِي اللهِ؟» ( أي 38: 3 -7). أما أيوب فلم يقدر أن يُجيب عن تلك الأسئلة. لقد عرف جهله المُطبق وفشله، في نور عظمة الله وقوته. أيُّ منظر عجيب هذا! فقد أُقيم هذا الكون خطوة تلو الأخرى، حتى اكتمل وجوده ، مما أدهش الملائكة، فاندفعوا في الترنيم لله، على صنعة يديه العجيبة والكاملة |