رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فيما يلي سرد لعجيبة حدثت في الثّالث من أيّار سنة 2009، الّذي صادف يومها أحد حاملات الطّيب. تمّ العثور على جماجم مفيضة للطّيب تحت كنيسة التجلّي الإلهيّ في كنيسة ضمّت آلاف العظام لرهبان دير والدة الإله "باناهرانتوس" في "أندروس" اليونانيّة. فيما يلي العجيبة كما عاينتها شاهدة العيان "مارتا زيزيمو": شاد دير "باناهرانتوس" سنة 961، الإمبراطور البيزنطيّ "نيكيفوروس فوكاس"، الّذي كان، في ذلك الحين، قائدًا عسكريًّا مُرسَلًا إلى "كريت" لوأد فتنة هناك. في الطّريق واجهته عاصفة اضطرّته إلى النّزول في "أندروس". كان هناك، قرب الدّير الحاليّ، مناسك صغيرة شغلها عدد من الرّهبان الّذين، لمّا عرفوا بقدوم القائد "فوكاس" إلى الجزيرة، ذهبوا لتقديم احترامهم له، وأخبروه بأنّ لديهم إيقونة عجائبيّة لوالدة الإله رسمها القدّيس لوقا، وأنّهم سوف يرفعون الصّلاة لأجله حتّى يعود مظفّرًا من "كريت"، طالبين منه أن يقدّم مالًا لبناء دير. ويقال أنّه وعد بذلك. وقد وعدته والدة الإله في حلم أنّها سوف تعينه على إتمام مهمّته دون إهراق الدّماء ، وأن يعود عاجلّا إلى "أندروس" لبناء الدّير الّذي وعد به، وهكذا كان. وبني الدّير وكان أشبه بقلعة حصينة. أمّا اليوم(أي سنة 2009)، فالدّير في حال سيّئة، يقيم فيه راهبان فقط: الأب الرّئيس "إفدوكيموس"، البالغ الثّمانين، والأب الرّاهب الشّاب "أيتويس"(35-40سنة)، المسمّى على اسم واحد من الشّهداء الأربعين. يعيشان في فقر مدقع. والدّير بعيد يصعب الوصول إليه، لذلك لا تبلغه الأعداد الكبيرة من الزوّار الّتي تزور الأديرة الأخرى. وهذا أمر محزن لأنّ الدّير يحتوي على عدد كبير من الرّفات الثّمينة، أهمّها جمجمة القدّيس "بندلايمون" الّتي تفيض طيبًا غزيرًا خلال الخدم الإلهيّة، ورفات القدّيسة "كيرياكي" ويد القدّيسة "أناستاسيّا" الرّوميّة. تخبر مارتا أنّها ووالدتها قصدتا "أندروس" في رحلة حجّ، وكانتا مزمعتَين أن تزورا أكثر الأديرة شهرة في الجزيرة، لا سيّما دَيرَي القدّيس "نيقولاوس" والقدّيسة "مارينا"، لكنّهما للاسبب قرّرتا زيارة هذا الدّير أوّلًا. برأيهما كان ديرًا مُطِلًّا جميلًا محاطًا بشجر القيقب الأوروبّي(Maple tree )، ويحوي في حرمه خمسة إلى ستّة ينابيع. توقّفتا في هذا الدّير وتناولتا طعام الغذاء في البريّة، ثمّ خطر ببالهما أن يسألا الأب "أيتويس" إن كان ممكنًا أن تمضيا ليلتهما في الدّير. المضافة في الدّير كانت في حال يُرثى لها، لكنّ الأب الرّئيس أرادهما أن تبقيا، لأنّ نهار الأحد ذاك، وهو أحد حاملات الطّيب، سيُقام القدّاس الإلهيّ في كنيسة المقبرة لا في الكنيسة الرّئيسيّة، وسيتمّ استخراج عظام الرّهبان المدفونين هناك وتنظيفها بحسب التّقليد، وقد بدا جدّ متحمّسًا للحدث!. لم تفهم المرأتان بالضّبط ما الأمر، لكنّهما قرّرتا البقاء. في اليوم التّالي أُقيم القدّاس الإلهيّ في الكنيسة الصّغيرة، كنيسة التّجلّي الإلهيّ. لعهود خلت، كان رهبان الدّير يدفنون الرّهبان الرّاقدين في كهف مخفيّ تحت كنيسة التّجلّي، لئلّا يدنّسها القراصنة الّذين كانوا يغيرون على المكان بشراسة في تلك الأزمنة. في الكنيسة، قرب المكان المخصّص للجوق، فتحة غير ملحوظة، عبارة عن حجر سميك يُرفع فيفضي إلى المقبرة. ولا شيء يشير إلى وجود المقبرة سوى هذا الحجر الممّوه. وإلى أن تحرّرت اليونان من نير الأتراك سنة 1821، استمرّ هذا المكان مدفنًا خفيًّا لرهبان الدّير. أخبر الأب "أيتيوس" "مارتا" أنّه في سنة واحدة فقط، سنة 1700، تمّ دفن أكثر من 400 راهب هناك!. لا أحد يعرف كم من الرّفات يوجد في المكان، لكنّ المقدّر هو بالآلاف. لم يتمّ نقل أيّ منها خارج المدفن لأنّ هذا الأخير لم يُفتح إلّا في ذلك اليوم..!!.. كان الأب "إفدوكيموس" والأب "أيتيوس" يرغبان منذ زمن بفتح المقبرة لتنظيف عظام الرّهبان، لكنّهما قرّرا أن يقوما بذلك، أخيرًا، في أحد حاملات الطّيب ذاك. كان الحدث فريدًا ومميّزًا، وقد حظيت المرأتان، من حيث لا تعلمان، ببركة التّواجد هناك في ذلك اليوم. للوصول إلى المقبرة، وجب حفر نفق من الخارج، وهذا لم يكن سهلًا بسبب سماكة الحجارة القديمة، فكان أن ساعد في ذلك بعض المؤمنين. وقد وصفت "مارتا" ما حدث على هذا النّحو: حضر القدّاس الإلهيّ حوالي 10 أشخاص، بعضهم أتى للمساعدة في الدّخول إلى المقبرة. طوال الخدمة، كان الجميع يشتمّ رائحة عطرة فائقة الجمال، خاصّة إبّان التّسبيح الشّاروبيميّ وتلاوة دستور الإيمان، وخاصّة عند بلوغ عبارة "وأترجّى قيامة الموتى"... فلمّا فتح الكاهن الحجر المفضي إلى المقبرة، اشتدّ تدفّق الرّائحة العطرة بشكل قويّ جدًّا، وملأ المكان كلّه وصولًا إلى الطّريق الخارجيّة للدّير. ثمّ شرعوا يفتحون منفذًا خارجيًّا، وكان الأب "أيتيوس" مصرًّا على إبقاء الشّموع مشتعلة في الكنيسة أثناء العمليّة. في النّهاية، تمَّ فتح المقبرة وابتدأوا بإخراج العظام. وكان أن اشتدّت الرّائحة بشكل يبعث على الدّوار. وإذ نفذوا إلى الدّاخل، وجدوا أنّ المكان نظيفٌ تمامًا، بخلاف تخوّفهم من وجود أفاعٍ أو ما شاكل، حتّى لم يوجد أيّ أثر لطحالب أو ماشابه ذلك. كانت العظام والجماجم متراكمة بكثرة دونما أيّ ترتيب، لكنّ العمل كان جاريًا لاكتشاف مصدر الرّائحة العطرة. ظنّ الأب "أيتيوس" أن واحدة من الجماجم هي المصدر، وأنّها تصدر رائحة عطرة لكنّها ليست المصدر الأوّل. ثمّ راحوا يخرجون العظام ويزيلون عنها الغبار المتراكم بسرعة، ويضعونها بترتيب في الكنيسة، ليصار، فيما بعد، إلى تنظيفها جيّدًا. وقد جرت العمليّة ذاتها للجمجمة الّتي ظُنّ أنّها مصدر رائحة الطّيب القويّة. بعد قليل، طلب الأب "أيتيوس" من "مارتا" أن تذهب إلى المطبخ وتعدّ طعامًا للموجودين، وأن تعرّج على النّارثكس وتشعل شموعًا أخرى. انطلقت "مارتا". وإذا بها تصرخ مناديةً الكاهن. كانت الجمجمة تفيض طيبًا من الأعلى، وراح الطّيب ينسكب على الجانبين..!!.. وتصف "مارتا" ما شاهدته بأمّ العين فذكرت: كانت الجمجمة قبل أن يفيض الطّيب كامدة اللّون كالأخريات، وإذ راح الطّيب يتدفّق صارت لامعة مشعّة، وشعرت بوجود شخص حيّ بجانبها. ركض الأب "أيتيوس" ومساعداه فشاهدا ما شاهدته "مرتا". أخذوا بالبكاء جميعًا والتضرّع، وحمل الأب "أيتيوس" الجمجمة وأدخلها إلى الهيكل، حيث راحت تدفق الطّيب بغزارة أكبر. وضعها على بعض القطن الّذي عجز عن احتواء كميّة الطّيب المتدفّقة. وحملت "مارتا" وأمّها معهما بركة من هذا القطن، وهي ما زالت تشيع رائحة الطّيب المميّزة تلك. لا أحد يعرف لمن كانت تلك الجمجمة، والعظام الكثيرة الموجودة الّتي قد تكون لقدّيسين مجهولين، ما علينا سوى أن نصلّي للقدّيسين أن يُعلنوا هم عن أنفسهم. "عجيب هو الله في قدّيسيه". |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حاملات الطيب |
حاملات الطيب |
حاملات الطيب |
تدفّق شلالات الأمطار من أعالي عقبة شعار |
أنجيل يوحنا - الطّيب على قدمي يسوع |