رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ها أنَذا واقِفٌ قُبالَتِكَ، مَصلوبٌ مَعَكَ... وأسمَعُ تَمتَمَتِكَ هَذِهِ . وأنتَ أنتَ، مُنذُ البداية، تَعلَمُ أنَّ كُلَّ شَيءٍ سوف يَتِمَّ. وَما سَيَتِمُّ أيُّ شَيءٍ الّا وِفقَ ما تُريدُ. لَكَ الساعَةُ ألتي أحبَبتَ فيها الى الغايَةِ، وَما أهرَقتَ لأجلِها الَّا دَمَكض. وَبِكَ العَالَمُ إنتقالٌ الى الآبِ. آدم؟ أراهُ مِن هُنا، مِن عُلُّوِ صَليبي، وَقَد إنتَظَرَها تِلك الساعَةَ قُروناً وَألفيَّاتٍ مِن هَديرِ مَظالِمَ، وَعَصفِ دِماءٍ، وَجُحودِ ظُلُماتٍ، لِيَهِتفَ لَكَ: "إرفَعني مِن عَدميَّتي جَديداً. بِكَ جَديدأ. أفتَدي لا أُفتَدى فَحَسبِ. مَعيِّتُكَ ساعَةُ خَلاصي. كَم نادِمٌ أنا لِقَولَةِ لا . ها أنَذا وَالآثامِ التي حَمَلَتها أمَامَكَ أجيالُ بَنيَّ. لَكَ أحَوِّلُها: نَعَم، عَلى صورَةِ نَعَمِكَ لي كَمِثالِكَ. أجَل! بِكَ حَياتي، فَلا فواجِعَ يَديَّ تُبعِدني عَنكَ، وَلا دُروبُ صَلبي تَسحَقُني ، بَل إشتِعالُ جَراحاتي نَعَمَاً، بِلا هَدأةٍ، تَحمِلُ لَكَ وَمَعَكَ وَبِكَ كُلُّ ما تَمَّمتُه لأجلِ قيامَتي. أجَل! أصغِ الى تَوبَةِ عُصياني، يا موَحِّدَ لاهوتَهُ بِناسوتي، وَقَد شِئتَ أن يَغدوَ لا مَنبَعَ ذُهولِ هِبَتي لَكَ في مُضيِّكَ الى الآبِ بَل تَقدِمَةَ ذاتي في ذَبيحَةٍ كَونيَّةٍ ، ألا إقبَلها يا مَن خطايايَ قاَدَتكَ لِلمَوتِ. فَيا سَيِّدَ نَفسِكَ وَمَصيرَكَ، يا سَيِّدَ الأحداثِ كُلِّها، وَقَد صَرَختَ بالحُرَّاسِ ، مِن دونِ خَوفٍ: أنا هو! أقِمني في سِيَادَتِكَ، كَلِمَتُكَ التي بِها أغلِبُ الخَوف فَيَسقُط عُنفُ صالِبيَّ أرضاً. وَيا أيُّها الذي أحبَّه الآبُ الى الذُروَةِ فَجَعَلَ الكُلَّ في يَدَيهِ، إفتَح يَديَّ لِفِعلِ إكمالِ غايَتِكَ في الخَليقَةِ فأستَحِقُّ فِصحَكَ بِجراحي ، وَلِفِعلِ تَتميمِ مَشيئَةِ الآبِ لأستَحِقَّ بُنوَّتَهُ بِتَدبيرِكَ. وَيا مُوَجِّهُ كُلَّ شَيءٍ وَقَد جَذَبتَهُ إلَيكَ إذ إرتَفَعتَ ذَبيحَةً عَنِ الجَميعِ، إجعَل ساعَةَ صَلبي مَوعِدَ اللقاءِ مَعَ الآبِ بِكَ ، وَقَد صِرتُ بِفِعلِ تَقدِمَتي واحِداً وإيَّاكَ لِخَلاصِ عالَمٍ يُريدُ أن يَسرِقَ الحَياةَ مِنَّا، وَأنا حَياتي، مِثلُكَ، لا أحَد َيَختَطِفُها مِنِّي بَل، مِثلُكَ، أنا أهِبُها. |
|