منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 22 - 04 - 2022, 06:00 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 367,437

يا أُمَّ البشرية

كما يعسر علينا أن نعدّ رمل البحر ونجوم السماء، كذلك لا نستطيع، أن نحيط ونعدّ فضائلكِ وعظائمكِ يا أم الله الفائقة النقاوة مريم. فيكفي أن ندعوك: "والدة اﻹله الحقيقي" وهذا أعظم ما يمكننا أن ندعوك فيه.
فقد صرتِ نبعاً للنقاء، كونَك وَلَدْتِ النقي، ونبعاً للصلاح بوﻻدتك اﻹله الصالح وحده، ونبعاً للرحمة، بوﻻدتك الرحيم بذاته، وميناءً للخلاص بوﻻدتك المخلّص وحده، وصرت لأجلنا ركناً للشفاعة عظيماً، بسماعك من فم المخلص على الصليب: "هوذا ابنك" .
سمعنا عنك قديماً برموز ظليّة، أما اﻵن فقد رأتك أعيننا بوضوح بنور الروح القدس، وذهلنا لمجدك، لأنّك لو لم تكوني مستحقة هذا المجد، لما هتف نحوك جبرائيل: "أيتها المنعم عليها.. ومباركة أنت في النساء.. منك سيولد المخلّص.." . ولو لم تكوني متواضعة وبريئة من كلّ عيب، لما صرتِ أهلاً لهذا المجد السماوي، الذي لم ولن يناله أحد بعدك. لم تمتلئي نعمة فقط، بل امتلأتِ من المسيح كلّه، فصرت قديسة القديسين، أرحب من السموات، كونكِ ولدتِ الذي ﻻ يحدّه مكان.
عُشتِ بصمتٍ، وتألمتِ بصمتٍ، وحفظتِ كلّ شيء في قلبكِ الطاهر، والذي انجرح من شرور الذين حولك والذين اضطهدوا ابنك واضطهدوك ويضطهدوننا اﻵن, وكنت صامتة.

تعرفين أنّك ستتألمين ﻷجل ابنك، قبل أن يخبرك سمعان الشيخ بذلك حين قال لك: "سيجوز سيف في نفسك" ، ﻷنّ الروح الذي أخبر سمعان بذلك، هو الذي أعلمك وأخبرك قبله بحسب ما تستطيعين, وكنتِ صامتة. وبقيتِ صامتة حتى رأيتِ بعينيك الجسديتين، ما سبق ورأيته بعينيك الروحيتين, وبقيت صامتة.
وجاز سيف اﻷلم بكامله في قلبك الممتلئ حبّاً لابنك وإلهك، فتفجّر نبع محبّتك ليشمل البشرية كلّها المعذّبة،
فشابهت المسيح الصخرة، الذي بعصا موسى (الصليب) أنبع الماء للشعب العطشان قديماً.
ألم نقل أنّ المحبّة الصادقة توّحد الحبيب بالمحبوب، فنأخذ من فضائل من نحب.
فأنتِ أخذتِ أكثر من كل فضائل ابنك كونك أكثر من أحبَّهُ. ومن أحبّ أكثر يُعطَى أكثر

. وﻷنّ الشر ﻻ يقاوم بالشر بل بدفق المحبّة.
فما زلت إلى اﻵن تمنحيننا بركة محبّتك أكثر فأكثر، وما زلت تتألمين مع كلّ متألم, كونك أم.
وﻷنّكِ ممتلئة محبّة، ﻻ تستطيعي إﻻ أن تتألمي, كونك أم, مع ابنك المتألم إلى اﻵن كوننا ما زلنا نخطئ بلا خجل.
نعم تتألمين إلى أن يأتي الحمل المذبوح ﻷجل خطايا العالم، يأتي ويبيد كلّ لوعة وظلم
، ويبيد كلّ شرٍّ وإثم، ويكمل عرسه اﻷبدي، وﻻ يبقى أي أثر للجراح فيه،
ويكون قد أتى الوقت لتستريحي من كلّ أتعابك، وتطربي معه،
كونكِ لستِ اﻵن مدعوة مع المدعوين للعرس كما في قانا الجليل سابقاً بل ستكونين في عرس ابنك ذاته، وحينئذ لن تضطري لتطلبي وتقولي له مرة أخرى: "ليس عندهم خمر" ، ﻷنّ الخمرة الجديدة التي منحنا إياها،
قد فاضت منه مرة وإلى اﻷبد، وانسكبت في قلوب من أحبّوه بصدق، وصارت لهم نبع غذاء لا ينضب.
وتسمعي تراتيل من أحبّوك: افرحي أيتها الملكة، لأنّك تألمت، وصبرت،
وأحببت الكل، وفقتِ سمواً على الشيروبيم و السيرافيم،
وصرت أقدس من كلّ الخليقة, فإنّك مباركة وممجدة مدى الدهور.. آمين
.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يـا بـَابَ السمـاءِ يـا أُمَّ الفِــــــدا
أُذْكُرِينَا في ضِيقَاتِنَا يَا مَرْيَمْ أُمَّ الإِلَه
‏كامِلُ الأَجْيالِ تُقَرِّبُ التَّسْبيحَ لَكِ يا أُمَّ الإِلَه
العذراء القديسة، على كونها أمَة متواضعة، فهي أُمُّ الله
العذراء مريم أُمٍّ قادرة رحيمة مُعينة


الساعة الآن 12:52 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024