الأنبا أنطونيوس الكبير
من كتاب سيرة الأنبا أنطونيوس بقلم الأنبا أثناسيوس:
* نستقى من تعاليم الأنبا أنطونيوس من خلال ما كتبه الأنبا أثناسيوس عن حياته... نقطتف هذا الجزء.
* وفي أحد الأيام إذ خرج، لأن جميع الرهبان اجتمعوا إليه وطلبوا أن يسمعوا كلماته وخاطبهم باللغة المصرية قائلًا إن الأسفار المقدسة كافية للتعلم ولكنه جميل تشجيع الواحد لآخر في الإيمان وإنهاضه بالكلام لذلك أطلب كبنين أن تحملوا ما تعرفونه إلى أبيكم، وأنا كأخيهم الأكبر أشارككم معرفتي وما علمني إياه الاختبار، ليكن الهدف العام للجميع بصفة خاصة أن لا تتراجعوا بعد أن بدأتم، أو تخور عزائمكم في الضيق ولا تقولوا: لقد عشنا طويلًا في النسك بل بالحري لنزدد غيرة كأننا كل يوم مبتدئين لأن كل حياة الإنسان قصيرة جدًا إن قيست بالدهور القادمة، ثم إن كان زماننا ليس شيئًا إن قيس بالحياة الأبدية. وفي العالم كل شيء يباع بثمنه، والإنسان يبادل السلعة بنظيرها، أما وعد الحياة الأبدية فيشترى بأمر زهيد جدًا لأنه مكتوب " أيام حياتنا فيها سبعون سنة وإن كانت مع القوة فثمانون سنة وما زاد على هذه فهو عناء وحزن " لذلك فحينما نعيش ثمانين سنة كاملة أو حتى مائة في النسك فإننا لا نملك مائة سنة فقط بل نملك إلى الأبد بدلًا من مائة سنة. ورغم أننا جاهدنا على الأرض فإننا لا ننال ميراثنا على الأرض بل ننال المواعيد في السماء وإذا ما خلعنا الجسد الفاسد نسترده غير فاسد.