"الرحماء" ليس فقط الى الذين يُظهرون الرحمة بتقديم المال، وإنما أيضًا الذين هم رحماء في تصرفاتهم وعملهم ومعاملتهم الغير؛ فالرحمة متعدّدة الأشكال فهي لا تُشير إلى مجرّد العطاء المادي أو حتى العاطفة، وإنمــــا إلى الإحساس بالآخر ومشاركته مشاعره، وتسديد احتياجاته وكأننا نحتل مكانهم، فنشعر بآلامهم وأتعابهم، كما فعل السيّد المسيح نفسه الذي رحمنا باقترابه إلينا وقبوله طبيعتنا وحمله آلامنا، لذلك يوصينا الرسول بولس قائلًا: "أُذكُروا المَسْجونينَ كأَنَّكم مَسْجونونَ مَعَهم، واذكُروا المَظْلومين لأَنَّكم أَنتُم أَيضًا في جَسَد" (عبرانيين 13: 3). وقيل أيضًا: " طوبى لِلرَّجُلِ الَّذي يَرأفُ ويُقرِض " (مزمور 112: 5). وفي مكانٍ آخَرَ: "طَوَالَ النَّهَارِ يَرأَفُ وَيُقرِضُ" (مزمور 36: 26). ويُعلق القديس غريغوريوس النازيانزي "لِنَنتَزِعِ البركةَ، وَلْنَكُنْ عقلاءَ، وَلْنَكُنْ رُحمَاءَ"