رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أنا يوسف من بلدة الرامة رفعوني قديساً بين القديسين ، و أنا كنت مشيراً صالحاً باراً بين قومي و غنيّاً من الأثرياء ، إسمي من العبرية ، و معناه في لسان الأعراب"يزيد" . اشتُهِرت بين أهل الجليل الأعلى بكوني من أعضاء "سنهدريم" حيث كنّا سبعون من قادة الرأي و الشورى في مجتمعنا ، يرأسنا كبير الحاخامين الذي غالباً ما كان يتأثّر برأي حاشيته من الكهنة أكثر مما يأخذ بمشورتنا . حين شاعت أخبار يسوع الآتي من الناصرة كارزاً في برية اليهودية ، كنا كثيراً ما نتصادم خلال جلسات مشيخة السنهدريم ، الذي ضمّ بين أعضائه بضعة عشرات ممن بدوا مقتنعون بكلمات يسوع . و في جلسة محاكمته تغيّبت عن الحضور ، و كُثُر غيري امتنعوا عن التصويت ، و لم نتفاجأ بالحكم الجائر لأن كبير الكهنة كان يحمل قراراً مسبقاً من إجتماعات الظلمة التي يعقدها مع الحاخامين . أنا يوسف من الرامة و كنت ألتقي بيسوع ، أستمع إليه ، أُؤخَذ به ، ليس بقدر زميلي "نيقوديموس" الذي بدا مؤمناً به ، فكان يجالسه و يستمع إليه أكثر منّي . و بعد الصلب ، إستفدت من علاقتي السابقة به ، و من نفوذي لدى الحاكم الروماني ، كمشيرٍ ثري و من عائلة نافذة ، كي أطلب جثمان المصلوب الناصري ، فشريعة اليهودية كانت تقضي بألّا تبيت جثّة المحكوم عليه بالإعدام على آلة تعذيب ، و كان القانون الروماني يجيز لذويه بأن يطالبوا بجسده و يأخذوه . هذا مما حفّزني على طلب جسد المسيح من بيلاطس ، لأتمكن من دفنه دفناً لائقاً قبل دخول السبت ، فنزل على رغبتي دون تردد ، كان بيلاطس مشوّشاً حين قابلته ، و أخبرني أن زوجته غاضبة و محبطة و أنّ الندم يفطر بقلبه ، قلت له لو استخدم قسوته المعهودة ليمنع ما جرى ، صمته كان أبلغ رد . تحت الصليب كانت بضعة نسوة متّشحاتٍ بالسواد ، و يحملن الطيب ، و يبكين . أنا يوسف من الرامة ، و كنت أملك بقرب الجلجثة بستانًا نحتُّ فيه قبراً لأدفن فيه بعد موتي ، لكنّي آثرت غير ذلك . فكنت قد أرسلت أحد أُجرائي ليشتري لي ثوباً ثميناً كي ألُفّ به الجسد الطاهر ، فأتى بكتّانٍ نقي . رافقني نيقوديموس و شاركني في هذا الشرف خطوةً بخطوة ، فاقني تأثراً ، و كان يدمع أحياناً ، و بالأخص حين عاونني على لفّ الركبتين المثنيّتين ، و حين نزع إكليل الشوك عن رأس يسوع . دحرجنا حجراً كبيراً على باب القبر و مضينا . أنا يوسف الرامي . الرسم لتكفين جسد السيد المسيح |
|