رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
طوبى لِلْمَحزُونين، فإِنَّهم يُعَزَّون لا تدل أيضا عبارة "الْمَحزُونين" على أصحاب المزاج السوداوي، بل تدل أيضا على هؤلاء الذين هـم تحت تبكيت الخطيئة او الذين "يتنهدون" “وينوحـــــون" علــــى حالة العالم الخاطئة كما كانت حــــالة بولس الرسول، الذي أمضى سنوات خدمته يبكي دُمـوعـاً مــــن أجـــــل خلاص إخوته، كمـــــا صرّح هو بنفسه " إِنَّ في قَلْبي لَغَمًّا شَديدًا وأَلَمًا مُلازِمًا. لقَد وَدِدتُ لو كُنتُ أَنا نَفْسي مَحْرومًا ومُنفَصِلاً عنِ المسيح في سَبيلِ إِخوَتي بَني قَومي بِاللَّحمِ والدَّم، لأني من حزن كثير وكآبة قلب كتبت إليكم بدموع كثيرة" (2 قورنتس 2: 4). ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "إن يسوع يأمرنا أن نحزن ليس فقط على أنفسنا، وإنما أيضًا من أجل شرور الآخرين. هذه النزعة للحزن بسبب خطايا الآخرين إتّسمت بها نفوس القدّيسين مثل موسى وبولس وداود"؛ ويمـــكن تطبيقها أيضا على المسيحيين الذين يعانون الاضطهاد او التعيير بسبب إيمانهم، حيثُ ان التعزية تأتينا بواسطة الإيمان الكائن في قلوبنا، وبعد ذلك سننالها علنا في العالم الآتي في السماء. |
|