"فإِنَّ أَوَّلَ الكِبرِياء هي الخَطيئة ومَن تَمَسَّكَ بِها فاضَ قَبائح" (يشوع بن سيراخ 10: 13). وكلمة الفقراء وردت (25) مرة في الاناجيل، وهي تدل على المعوزين والبؤساء. وهم المُبشَّرون بأنهم سعداء خلافا للراي. ويسوع يُعلن ان السعداء هم الذين يتقبّلون الملكوت، لا لأنَّهم يملكون شيئا، بل لأنهم يعيشون منذ الآن فرح الخلاص؛ حيث أن هذا الفقر لا معنى له ما لم يرتبط بيسوع الذي يبذل نفسه؛ وبكلمة أخرى، الفقر الروحي يكمن في الاستعداد الجذري في السهر والصلاة، والتخلّي عن الارادة الشخصيّة على غرار المعلّم يسوع، الفقير الأول، لكي يسعى بتواضع الى تحقيق مشيئة الآب. من لا يتخلّى عن كلّ شيء ويفتقر مثل المسيح لا يستطيع أن يكون تلميذاً له كما جاء في تعليم يسوع: "إِذا أَرَدتَ أَن تكونَ كامِلاً، فاذْهَبْ وبعْ أَموالَكَ وأَعْطِها لِلفُقَراء، فَيكونَ لكَ كَنزٌ في السَّماء، وتَعالَ فاتبَعْني (متى 19: 21). والجدير بالذكر أنَّ تبشير الفقراء هو العلامة الثانية بعد المعجزات التي أعطاها يسوع لتلاميذ يوحنا المعمدان للشهادة أنَّه المسيح المنتظر "اِذهبوا فَأَخبِروا يُوحنَّا بِما تَسمَعونَ وتَرَون: العُميانُ يُبصِرون والعُرْجُ يَمشونَ مَشْياً سَوِيّاً، البُرصُ يَبرَأُون والصُّمُّ يَسمَعون، المَوتى يَقومون والفُقراءُ يُبَشَّرون" (متى 11: 5)