رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دخول السّيّد لتطهير الهيكل دخل المسيح هذه المرّة أيضًا إلى هيكل سليمان، وكان قد دخل إليه مرارًا كثيرةً في حياته، خصوصًا في الأعياد الكُبرى من كلّ سنة، كعيد الفصح وعيد الأسابيع وعيد المظال، وفي أعيادٍ أخرى كعيد تجديد الهيكل، كما قد دخله منذ صغره عندما أتمّ أبواه شريعة التّطهير وأخذه سمعان الشّيخ بين يديه، ولكن هذه المرّة دخله بروحٍ أخرى، ليس بعد ليُتمّ عبادة موسى القديمة، بل ليطهّره من فساد الرّئاسات وينقله من العبادات القديمة الّتي آن لها أن تنتهي، ليتهيّأ الهيكل لعهده الجديد! بينما كانت الجموع تهتف وتقول "هذا يسوع النبي الذي من ناصرة الجليل" (متى 21، 11)، "دخل يسوع الى هيكل الله و اخرج جميع الذين كانوا يبيعون و يشترون في الهيكل وقلب موائد الصيارفة و كراسي باعة الحمام" (22) وقال مُعلّلًا "مكتوب بيتي بيت الصلاة يدعى و انتم جعلتموه مغارة لصوص" (23)، وقام بشفاءات لعرجٍ وعُميٍ في الهيكل، شهادةً لسلطانه، وكان الأولاد يصرخون في الهيكل "هوشعنا لابن داود" (متى 21، 15)! هذه المرّة، دخل يسوع الهيكل، في نهاية رسالته العلنيّة، وبتأييد كبيرٍ من الشّعب، ليطهّر الهيكل، من جميع الّذين كانوا يبيعون ويشترون، وكانوا قد جعلوه "مغارة لصوص" و "لم يدع احد يجتاز الهيكل بمتاع" (مرقس 11، 16). نعم وقد بدأ الهيكل يتدشّن لعبادة جديدة، فالذّبائح آن لها أن تنتهي، كما قال الكتاب "ذَبِيحَةً وَقُرْبَانًا لَمْ تُرِدْ، وَلكِنْ هَيَّأْتَ لِي جَسَدًا" (عب 10، 5 ; مز 40، 6) |
|