جماهيرٌ من الشّعب حاشدة في أجواء عيد الفصح الموسويّ، بشعورٍ مرهفٍ لهذا المُخلّص الجليل، كلٌّ يُعبّر عن إجلاله وإكرامه ومحبّته، هؤلاء يبسطون أرديتهم على الطّريق، وهؤلاء يفرشون أغصان الشّجر (متّى 21)، هؤلاء يحملون سعف النّخيل، الّذي يستقبلون به الملوك، ويتوّجون به الانتصارات الكبيرة (رؤ 7، 9)، وكقول الكتاب "الصّدّيق مثل النّخل يزهو" (مز 92، 12)، وها ملكٌ شامخٌ فوق نخيل الأرض، ومستقيمٌ فوق استقامتها مُقبلٌ، ها من جذوره أعمق من شجر الزّيتون، لأنّه "هو هو الأمس واليوم وإلى الأبد" (عب 13، 8)، ها رئيس السّلام قد أقبل (إشعيا 9، 6)، وهو أعظم جدًّا من نوح، وفُلكُه كنيسةٌ أبواب الجحيم لن تقوى عليها (تك 8، 11; متّى 16، 18)! ها هو نسل ابراهيم الحقيقي الّذي به تتبارك كلّ شعوب الأرض (تك 22، 18). هتافاتٌ تخرج من قلوب الشّعب بقوّة وإيمان، "هُوشَعْنا لابنِ داود! تَباركَ الآتي بِاسمِ الرَّبّ! هُوشَعْنا في العُلى !" (متّى 21، 8 - 9)، مدينة أورشليم ضجّت بأسرها (10)، وعلى قدر فهمها المحدود قالت وأعلنت "هذا النَّبِيُّ يسوع مِن ناصِرةِ الجَليل"، وكأنّها تريد قول المزيد ولكن لم يبلغها بعد تمام الوحي والفهم عن هويّة المُخلّص!