منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 15 - 04 - 2022, 01:56 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,123

شخصيات من الكتاب المقدس موسى النبي



موسى نبي من الأنبياء العظام ، وقائد عظيم لشعب مختار





موسى (بالعبرية: מֹשֶׁה، نقحرة: مۆشيه، أصد: ‎ /moʃe(h)/ ‏)، حسب التوراة وهي أقدم مرجع معروف عن موسى، هو نبي وقائد خروج بني إسرائيل من مصر أرض العبودية، ومشرّع هام. تأتي الوصايا العشر التي تلقفها منقوشة على لوحين في جبل.
إن موسى النبى شخصية فريدة فى الكتاب المقدس. من عدة نواحى: • قيل عنه أنه كان رجلاً حليما جدا أكثر من جميع الناس الذين على وجه الأرض (عد 12: 3) إلا أنه مر ببعض المواقف القليلة التى جعلته يغضب مثل

اسم موسى: يخبرنا الكتاب المقدس عن تسمية ابنة فرعون لموسى لهذا الاسم لأنها حصلت عليه من النيل: وَلَمَّا كَبِرَ الْوَلَدُ جَاءَتْ بِهِ إِلَى ابْنَةِ فِرْعَوْنَ فَصَارَ لَهَا ابْنًا، وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوسَى» وَقَالَتْ: «إِنِّي انْتَشَلْتُهُ مِنَ الْمَاءِ» (خر 2: 10)، وقد. شخصيات الكتاب المقدس. موسى. اذاً كم نحن مباركين، فان كل البركات والميزات التي نالها موسى من جراء تقابله وعلاقته الحميمة مع الله الآب، والتي كانت امتيازاً خاصاً به دون شعبه حينها، هي الان.
من قبيلة لاوي. ولد في مصر أيام كان العبرانيون في خدمة فرعون. عندما ولد، كان هناك أمر فرعوني قد صدر بأنه لا يجوز لأولاد العبرانيين الذكور أن يعيشوا. ألقته أمّه في سلّ في نهر النيل، فرأته ابنة فرعون وتبنته. اسم موسى معناه: "المنقَذ من الماء".
نشأ موسى بين المصريين وأتقن حكمتهم. ولما بلغ الأربعين قتل مصريا كان يتعارك وعبراني، واضطر إلى الفرار. لجأ إلى بلاد مدين حيث تزوّج سيفورا ابنة يثرو، كاهن مدين، فأنجبت له ابنا سمّاه جرشوم الذي معناه (أنا غريب في أرض غريبة). في مدين عاش موسى راعيا لأغنام عمّه. هناك بين الجبال والبرّية، في كنف الوحدة والسكون، أعد الله عبده موسى لعمل عظيم، ليكون راعيا لشعبه إسرائيل.
‏وحدث يوما انه ساق قطيعه إلى جبل سيناء الذي هو حوريب، فظهر له الله وعاينه موسى، على قدر ما يمكن الإنسان أن يعاين الله. رأى موسى، بأم العين، علّيقه ملتهبة بنور أشدّ ضياء من نور الشمس ولم تحترق. فكان ذلك بمثابة رسم للسرّ الكبير الذي تمّ بمجيء المخلّص في الجسد من مريم البتول.
‏قضى موسى في مدين أربعين سنة، ثم عاد إلى مصر بناء لأمر الله. عاد ليخلّص الشعب العبراني من عبودية فرعون. و إذ بدت المهمة صعبة عليه وحده، وهو الذي لا يملك موهبة الكلام، أعطاه الرب الإله هارون أخاه معينا ومعبّرا لدى الشعب.
‏دخل موسى وهارون إلى فرعون وأبلغاه بكلام الله أن يدع الشعب الإسرائيلي يذهب، فلم يصغ إليهم، لأن العبرانيين كانوا عبيدا نافعين، لاسيما في البناء.

وضرب الله مصر عشر ضربات بواسطة عبده موسى. حوّل مياه مصر إلى دم، وأرسل لهم الضفادع فملأت الشوارع والمخادع، ونفخ الغبار فصار بعوضا وفتك بالناس، وبعث بالذباب فأفسد الأرض، وأمات مواشي المصريين وملأ الدنيا رمادا، وضرب الناس والبهائم بالقروح، وأمطر البرد فخرّب المزروعات، وأرسل الجراد فغطّى وجه السماء، وكسف نور الشمس، وأخيرا ضرب كل بكر من أبكار المصريين. كل ذلك نجده مفصّلا في الكتاب المقدّس، في سفر الخروج.
‏أخيراً، ترك فرعون الشعب يذهب. وفي الطريق، شقّ الرب أمام شعبه البحر الأحمر فعبر على اليبس، ثم ردّ المياه على المصريين بعدما ندموا لتركهم العبرانيين يذهبون ولحقوا بهم طالبين إعادتهم إلى مصر عبيدا.
وقاد موسى الشعب العبراني في الصحراء أربعين سنة، يربّيه بإيعاز الله، ويعدّه لاقتبال خيرات أرض الميعاد. ورغم التعديات والجحود الذي أبداه العبرانيون في الطريق، رغم اشتياقهم إلى ارض العبودية، مصر، وإلى الثوم والبصل هناك، وإلى عبادة الأصنام، لم يتخلّ الله عنهم، بل صبر عليهم واعتنى بأمرهم، وكان لصلاة موسى ووساطته دورها الكبير في ذلك.
‏في البريّة، أظهر الرب الإله رأفته على شعبه من خلال آيات شتى صنعها أمامهم، فأنزل لهم الّمن من السماء يقتاتون به، وحلّى المياه المرّة، وقادهم بالغيمة نهارا، وبلمعان النور ليلاً، ونصرهم على أعدائهم.
ولما قرب الشعب من جبل سيناء، دعا الرب الإله موسى ليصعد إليه. هناك، على الجبل، أظهر العلي نفسه لموسى في غيمة مضيئة وصوت الأبواق. وكلّم موسى الله كما يكلّم الصديق صديقه، وأجابه الله بالرعود. أظهر الله مجده وعلّم موسى أحكام الشريعة. وبقي موسى، فوق، أربعين يوما تلقّن خلالها ما كان ضروريا لاقتناء الفضيلة ومعرفة الله.
كذلك تلّقى من الله المواصفات الدقيقة الخاصة ببناء الخيمة، والطقوس التي ينبغي على الشعب تأديتها انتظارا لمجيء المسيح بالجسد. وبعدما تملأ موسى من كل هذه الإعلانات السماوية، نزل مزوّدا بلوحين حجريين عليهما الوصايا العشر خطّها الله بإصبعه. كان النور الإلهي قد دخل عميقا إلى قلبه وطفح على وجهه. وإذ لم يكن الشعب قد تلقّن، بعد، أسرار الله، لم يستطع تحمّل النظر إلى وجه موسى، فاضطر لأن يضع برقعاً على وجهه.
ورغم كل العلامات والآيات التي أعطاها الله لشعبه، استمر الشعب يخطئ إلى الرب إلهه ويمرمر عبده موسى.
ومع أن موسى لم يكفّ عن التوسط لدى الله من أجل الشعب، فانه شكك ‏في عون الله عندما عطش الشعب في مريبا. ولكن، بأمر من الله، ضرب موسى الصخرة، فخرج منها ماء حي وشرب الشعب. وكان لخطيئة موسى والشعب ثمنها، فقال الرب الإله انه لا يدخل إلى ارض الميعاد كل ذلك الجيل الذي خرج من مصر لأنه لم يؤمن بوعود الله. وبالفعل، عندما بلغ موسى سنّه المائة والعشرين، وكان الشعب على وشك الدخول إلى الأرض التي تفيض لبناً وعسل، صعد موسى، بناء لأمر الله، إلى قمة أباريم وعاين أرض فلسطين من بعيد. وهناك، على تلك الأكمة، رقد موسى ودفن. ولا يعرف أحد إلى اليوم ‏الموضع الذي دفن فيه.
هذا هو موسى، كليم الله، الذي جاء في سفر العدد أنه كان حليماً جداً أكثر ‏من جميع الناس الذين على وجه الأرض (عدد 3:12 ‏).
موسى رمز من رموز المسيح في العهد القديم. فالرب يسوع حرر البشرية من عبودية الخطيئة والموت, موسى حرر الشعب من عبودية فرعون. الرب يسوع المسيح يقودنا الى ملكوت ابيه عبر حياة التوبه, وموسى قاد الشعب الى ارض الميعاد عبر صحراء التروض على طاعة الله. الرب يسوع علم كلمة الحياة, وموسى كان معلما للشريعة. الرب يسوع وسيط وحيد بين الله الآب والناس, وموسى كان وسيطا وحيدا بين الله وشعبه اسرائيل.
في العهد الجديد, ظهر موسى مع ايليا يتحدثان, على قمة ثابور, الى الرب يسوع, فكان ذلك بمثابة اشارة الى انه في المسيح اكتمل سعي موسى, وللمسيح كانت شهادة الشريعة في العهد القديم, واعدادا لمجيء المسيح كانت هذه الشريعة
.

طروبارية للنبي موسى باللحن الثاني
إننا معيّدون لتذكار نبيّك موسى، وبه نبتهل إليك يا رب، فخلّص نفوسنا.
موسى النبي يتنبأ عن المسيح والمسيح يشهد بذلك

موسى نبي من الأنبياء العظام ، وقائد عظيم لشعب مختار



أ – في القرن الخامس عشر قبل الميلاد تقريباً، كتب موسى النبي بوحي الله، هذه النبوة التي قيلت منذ ألاف السنين قبل الميلاد؛ قالها الرب الإله في جنة عدن، “وأضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها، هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه” (تكوين15: 3) ولاحظ هنا فإن الحديث موجه من الله إلى الشيطان الذي دخل في الحية وتكلم من خلالها؛ وأن الذي سيسحق رأس الحية هو”نسل المرأة” ولماذا نسل المرأة؟!
لماذا لم يقل نسل الرجل؟ فكل مولود إنما ينسب إلى الأب لا إلى الأم، والإجابة ببساطة؛ لأن المسيح كان نسل المرأة!! نعم كان نسل المرأة فقط فليس له أب من البشر، وفي ذلك يتفرد المسيح عن كل خلق الله على الإطلاق، وبالتالي لا تنطبق هذه إلا عليه وحده، نسل المرأة الذي سحق رأس الحية أي: “الشيطان”، سحقه بموته على الصليب؛ ثم قيامته من الموت.
ب – أيضاً في القرن الخامس عشر قبل الميلاد، تنبأ موسى النبي عن السيد المسيح فقال للشعب؛ “يقيم لك الرب إلهك نبياً من وسطك من إخوتك مثلي. له تسمعون. قال لي الرب قد أحسنوا فيما تكلموا. أقيم لهم نبياً من وسط إخوتهم مثلك، وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به. ويكون أن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به بإسمي أنا أطالبه” (تثنية 18: 15-19).
وقد تمت هذه النبوة بعد خمسة عشر قرناً في شخص السيد المسيح، وقد أوضحت الكنيسة منذ فجرها الأول، بأن هذه النبوة تخص السيد المسيح.
1 – قال السيد المسيح نفسه لليهود “لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقونني لأنه هو كتب عني” (يوحنا5: 46) وقال فيلبس أحد تلاميذ السيد المسيح لنثنائيل؛ “وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء يسوع بن يوسف من الناصرة” (يوحنا45:1).
2 – عبارة” نبياً من وسط إخوتك”
هذه العبارة تعني أن هذا النبي لابد أن يكون من بني إسرائيل لا غير، فالنبوة تتكلم مع بني إسرائيل وتقول لهم “من وسطك”؛ “من إخوتك” فلا شيء يجعلنا نتجه بعبارتي “من وسطك من إخوتك” إلى خارج الشعب الاسرائيلي كما يفعل المحرفون؛ وذلك في محاولة يائسة فاشلة.
كما أن كل القرائن تشير إلى بني إسرائيل؛ فعل سبيل المثال لا الحصر. فلو رجعنا للأصحاح السابق مباشرة (التثنية17)؛ سنجد عبارة”من وسط إخوتك” حيث نجد السيد الرب يؤكد أن الملك الذي يملك عليكم يا بني إسرائيل؛ لابد أن يكون “من وسط إخوتك”. وبالتأكيد لن يُمَلَّك الشعب الإسرائيلي عليهم ملكاً غير إسرائيلي. هذا غير منطقي وغير معقول؛ خاصة حينما نضيف تأكيد الرب عليهم بضرورة تمسك هذا الملك بالتوراة، فلابد أنه إسرائيلي حقاً لا غش فيه. وهكذا في موضوع النبي؛ فقيل عنه “من وسطك ومن إخوتك“، فكيف يكون من جنس آخر؟!

موسى نبي من الأنبياء العظام ، وقائد عظيم لشعب مختار . أختاره الله وألهًمهُ لخدمة رسالة السماء العظيمة التي نقلها للشعب بخمسة أسفار سميت “الشريعة ” ودعي ب ” كليم الله ” لأنه كان يتحدث مع الله بأستمرار ( كلمَ الرب موسى وجهاً لوجه ، كما يكلم الرجل صاحبه ) ” عد 8:12″ .
عاش موسى مئة وعشرون سنة . الأربعين الأولى عاشها في القصر الملكي لفرعون كأمير وكأبن لأبنة فرعون التي انتشلته من نهر النيل وهو طفلاً رضيعاً وكان جميلاً في نظرها ، أما في نظر الله فكان حسناً ، نما وتثقف بعلوم عصره حتى صار مقتدراً في القول والعمل ” أع 7: 18-22″ . ضجر موسى حياة القصر وأراد أن يقترب من شعبه المظلوم فخرج ليتأمل أحوال البلاد كأمير فرأى رجلاً مصرياً يضرب عبرانياً ، فقتل المصري ودفنه في الرمل . هنا خطأ موسى لأن غيرته لشعبه غلبت على الحكمة والعلوم والثقافة التي تسلح بها في أرقى مدارس عصره . أنكشف أمره ووصل الخبر الى فرعون فأمر بقتله . بهذا العمل أقتدى بقايين ، لكن هذا الأندفاع كان بسبب شعوره بمذلة شعب الله ، فأراد الدفاع عنه رغم الردود التي سيحملها من أجل ذلك الشعب لكي يقتدي بالمسيح الآتي الذي سيتحمل هو الآخر الكثير من أجل العالم . ولهذا السبب ترك موسى القصر وثروته ومكانته الدنيوية الزائلة ، لا وبل ترك أرض مصر بجرأة ولم يهاب الملك .هرب موسى الى بلاد مديان وله من العمر 40 سنة خر 2: 11-25″ . مضى في تنفيذ قراره كأنه كان يرى بجانبه الله غير المنظور ” عب 11: 24-27″ .
دخل موسى في المرحلة الثانية ، بل في الأربعينية الثانية وعلى أطراف صحراء قاحلة ، لكي يدخل في مدرسة أخرى فيتلقى دروس وعبر وقساوة الحياة التي هي عكس حياة القصر ، مطارداً من قبل فرعون وكما سيكون داود مطارداً من قبل الملك شاول حيث تدرب على قساوة الحياة وكان الله يهيأه لكي يصبح ملكاً عظيماً وقوياً . وهكذا فعل بيوسف الصديق الى أن صار وزيراً مقتدراً . الصحراء هي مدرسة الله ، فيها يتفرغ الأنسان في خلوة مع خالقه ومع الطبيعة الهادئة ، أصبح موسى راعياً لغنم رئيس كهنة مديان ( يثرون ) لكي يتعرف على سبل الله كداود الراعي لمواشي أبيه . وهكذا فعل الرسول بولس عندما آمن بالرب ، أنعزل عن العالم في الصحراء العربية وهناك التقى مع الله . أستغرق موسى في هذه المدرسة أربعين عاماً كرس حياته بعد ذلك لخدمة أوامر الله العظيمة ، أهدافها أخراج شعبه المظلوم من مصر الى الأرض التي هيأها الله لهم .
أعد الله موسى لكي يلتقي به للمرة الأولى على جبل حوريب فظهر له بلهيب نار في وسط عليقة . فنظر موسى واذا بعليقة تتوقد بالنار دون أن تحترق ! فقال موسى ( أميل الآن لأنظر هذا المنظر العظيم ، لماذا لا تحترق العليقة ! ؟ ) فقال له الرب ( … ، لا تقترب الى هنا ، أخلع نعليك من رجليك ، لأن الموضع الذي أنت فيه واقف عليه أرض مقدسة . )خر 5:3″ . العليقة هنا تمثل العذراء التي حملت لاهوت الله دون أن تحترق . فالعذراء هي الأرض المقدسة ، يجب أن نخلع من أفكارنا كل الشكوك ونتقدم نحوها بقلب نقي لأنها مسكن الله الحي الذي ظهر في الجسد ” 1 تيمو 16:3″ .
عرف الله نفسه لموسى من العليقة وخاطبه قائلاً ( لقد رأيت مذلة شعبي الذي في مصر ، وسمعت صراخهم …. هلم أرسلك الى فرعون ، وتخرج شعبي بني أسرائيل من مصر ) “ خر 3: 7-10″ .
هنا نقول بما أن الله يحن على شعبه المعبود فيتدخل لتحريرهم . هكذا أحبنا الله لكي يحررنا من عبودية الخطيئة ، فأرسل لنا بدل موسى أبنه يسوع الذي رأى الناس كقطيع بدون راعي فرق قلبه لهم ” مت 39:9″ وكما كان شعب أسرائيل في مصر بدون راعي . الراعي الصالح يسمع صراخ خرافه فيأتي وينقذهم كما قال داود : ( أنتظرت الرب صابراً فمال اليً وسمع صراخي ، وأصعدني من جب الهلاك ، ومن طين المستنقع . وأقام على الصخرة قدميً . وثبت خطواتي ، وجعل في فمي ترنيمة جديدة ، تسبيحة لألهنا…) ” مز 40 : 2-4″ .
دخل موسى في المرحلة الأخيرة من حياته ، فكان عمره ثمانين سنة . رفض موسى طلب الله وأعتذر خمسة مرات وأخيراً أطاع وذهب مع هارون وأبلغا الشعب كله برسالة الله فأقتنع بنو أسرائيل ، وبعد ذلك ذهبا الى فرعون وقالا له : ( أن الله يريد أن تطلق بني أسرائيل للصحراء ليعبدوه ، وليقدموا له الذبائح ) . لكن فرعون لم يسبق له أن سمع عن أله أسمه الله فرفض لأعتقاده بأن العبرانيين ينتحون عذراً لكي يتقمصوا من العمل ، فأزاد فرعون من أرهاق الشعب بدل أن يأذن لهم بالذهاب ( خر 5 : 5-10 ) .
عندما ذهب موسى الى فرعون أعطى الله له ثلاث معجزات ليثبت بها صدق أرساليته من عند الله القدير . الأولى ( طرح العصا أمام فرعون ، تتحول الى ثعبان ، أذا وضع يده في عبه فتصير برصاء ، ثم يعيدها الى عبه ويخرجها سليمة ) . والثانية ( يسكب ماء النيل على الأرض فيصير دماً ) . والثالثة ( أستطاع سحرة فرعون أن يجعلوا من عصيهم ثعابين ، الا أن الله دوماً هو سيد كل موقف ، فقد ابتلعت عصا موسى عصي السحرة ) . لم يصدق فرعون أن الله قد أرسل موسى . فأيد الله كليمه بعشر معجزات أجراها في مصر وكانت الأخيرة هي الكبرى عندما أهلك ملاك الرب الأبن البكر في كل بيت من بيوت المصريين . بعدها أمر فرعون بني أسرائيل بالخروج .
أمر الله موسى وهارون قائلاً ( كَلِما كل جماعة بني أسرائيل قائلين : في العاشر من هذا الشهر يأخذون لهم ، كل واحد شاة ، بحسب بيوت الآباء ، شاة للبيت . وأن كان البيت صغيراً عن أن يكون كفواً لشاة ، يأخذ هو وجاره القريب من بيته بحسب عدد النفوس … ويأخذون الدم ويجعلونه على القائمتين والعتبة العليا …) . أنه الفصح ، والفصح يعني ( عبور ) . هذا درس مهم في الذبح العظيم لفداء العالم . لقد أفتدى أبراهيم بذبح عظيم ، وأفتدى أبكار بني أسرائيل بالدم الذي وضع على العتبة العليا والقائمتين ” عب 22:9″ . أما في العهد الجديد فبسفك دم الرب حصلنا على المغفرة ، ودم سيدنا يسوع المسيح يطهرنا من كل خطيئة ” 1 يو 7:1 ” .
ما أن غادر بنو أسرائيل حتى ندم فرعون فأسرع خلفهم بجيش جرار . عندما وصل الشعب الى حافة البحر، فصرخ موسى الى الرب . قال الرب لموسى ( ما بالك تصرخ اليّ ؟ قل لبني أسرائيل أن يرحلوا ، وأرفع أنت عصاك ومد يدك على البحر وشقه … ) ” خر 14 : 15-18 ” عبر الشعب البحر فمد موسى يده على البحر كما امره الله فرجع الماء على المصريين وأغرق مركباتهم وفرسانهم ، فنظر بنو أسرائيل المصريين أمواتاً على شاطىء البحر ” خر 14: 21-31 ” .
سار موسى مع الشعب لمدة ثلاثة أيام ، ولم يجدوا الماء ، وبعدها وجدوا ماءً مراً . فبدأ الشعب يتذمر على موسى وأرتاب أيمانهم . ما أسرع ما نسي معجزات الله فتمرد على موسى . لجأ موسى الى الله ، فأمره بأن يلقي الشجرة التي تنمو قرب الماء لكي يصبح حلو المذاق . الشجرة ترمز الى خشبة صليب المسيح الذي يحول مرارة خطايانا وحياتنا الساقطة الى حلاوة الخلاص . بعدها رحل الشعب الى أيليم ، هناك وجدوا أثني عشر عين ماء وسبعين نخلة ، وفي العددين رموز وغايات ، وكذلك في المادتين الماء والطعام . ثم ارتحلوا الى برية سين ، وبدأ الشعب يتذمر على موسى بسبب الطعام فصلى موسى الى الرب فقال له الرب ( ها أنا أمطر لكم خبزاً من السماء ، فيخرج الشعب ويلتقطون حاجة اليوم بيومها ، لكي أمتحنهم ، هل سيسلكون في شريعتي أم لا ؟ ) ” خر 4:16 ” لكن البعض لم يؤمنوا بصدق كلام الرب بأن الله سيزودهم يوماً بعد يوم عدا السبت . فحاولوا أن يخزنوا منه الى اليوم الثاني لعدم ثقتهم بالله . فغضب موسى الى عدم أيمانهم ” خر 16: 19-20″ .
أمر الله موسى أن يضع قليل من المن في أناء من ذهب ، لتذكر أجيالهم القادمة كيف أطعم الله أبائهم في الصحراء . أطاع موسى ووضع الأناء في تابوت العهد ، أنه يرمز الى خبز السماء . ودعي المن في مز 78 ب ( خبز الملائكة ) .
الغذاء الحقيقي للمؤمن ليس الطعام فقط ، بل كلام الله أيضاً لأن ( ليس بالخبز يحيا الأنسان ، بل بكل كلمة تخرج من فم الله ) . أما أرميا النبي فقال : ( حالما بلغتني كلماتك أكلتها ، فكانت كلماتك لي سروراً وفرحاً في قلبي ) ” أر 16:15″ . كل هذا يرمز الى الخبز الحقيقي الذي يقدمه الرب للمؤمنين به ، وحسب قوله : ( أقول لكم ، من يؤمن بي فله حياة أبدية ، أنا هو خبز الحياة . أباؤكم أكلوا المن في البرية وماتوا … أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء ، أن أكل أحد من هذا الخبز يحيا الى الأبد ) ” يو 6 : 47-51 ” .
بعد أن أعطى الله المن لشعبه تذمر مرة أخرى وأشتهى قدور اللحم التي كانوا يأكلون منها للشبع في مصر فأرسل لهم الله السلوى . وبعدها رحل بنو أسرائيل من برية سين الى رفيديم . ولم يجدوا هناك الماء أيضاً . فأبتدأو أيضاً بالتذمر على موسى وهارون قائلين ( أعطونا ماء للشرب ) وقالوا لموسى لماذا أصعدتنا من مصر ؟ بسبب أستمرار تذمر الشعب على موسى وعدم أيمانهم بقدرة الله وعجائبه ، والتمرد العلني ضد القادة المختارين ، وعدم أيمانهم بأن الله سيمدهم بالماء والطعام ، أهلك الله الألوف من الشعب بالنار والتي أرسلها عقاباً لهم . كما أرسل الله وباءً فقتل منهم الكثيرين ، وكل الذين تذمروا حرمهم الله من دخول أرض الميعاد ومنهم موسى الذي أخطأ مع الشعب ، لأن الله أمره أن يكلم الصخرة لتخرج ماء يشرب منه الشعب ، لكن موسى في غضبه لم يكلم الصخرة بل ضربها مرتين وبهذا لم يطع أوامر الله بل أهانه أمام الشعب ” عد 20: 8 – 11 ” . الصخرة هي الرمز الى المسيح الذي أعطى للعالم الماء الحي . كان قلب موسى يتوق أن يدخل أرض الميعاد لكن منع بسبب غلطته رغم تضرعه الى الرب للدخول ” تث 3 : 23-26 ” . كما أبتلعت الأرض كل عائلات وأصدقاء قورح وداثان وأبيرام كما أحرقت النار 250 آخرين من المتمردين . كما أرسل الله الحيات السامة التي قتلت الكثيرين منهم . كان الشعب يستغل طول أناة الله فيتذمر ويتمرد حيث كانوا يستهنون بغنى لطفه . حيث لطف الله يقتاد الأنسان الى التوبة ” رو 4:2 ” .
دخل الشعب بحرب في سيناء مع العماليق ، وهم من نسل عيسو . تلك القبيلة الوحشية المقاتلة ضربت مؤخرة الأسرائليين ، أي الضعفاء منهم والمتعبين من السير . فواجههم موسى الذي أنتهز الثمانين أي كان في مرحلة الأربعين الأخيرة في سيناء حيث صعد الى رأس تلة والعصا المقدسة في يده . لم يشارك في الحرب لكبر سنه لكن دعم الحرب بحرب روحية ، فبسط يداه الى الله والتي ترمز الى صليب المسيح الذي بسط يداه عليه للصلب من أجل خلاص العالم . فكلما كان يرفعها كان بني أسرائيل ينتصرون . والعكس كانت قبائل العماليق تغلب فساعده هارون وحور في أسناد ذراعيه فظلت ثابتتين الى غروب الشمس . فهزّم القائد يشوع بن نون العماليق بجيش ضعيف قليل الأيمان والخبرة في القتال على جيشٍ متمرس وقوي .
وصل الشعب الى برية سيناء فصعد موسى الى جبل سيناء ، فكلمه الله بصوت يسمعه الشعب كله وكان الجبل يدخن لأن الرب نزل عليه بالنار . أعطى الله موسى الوصايا العشربلوحين . وبعده أمره بالنزول لكي يرى شعبه المتمرد ، كيف صنعوا لهم عجلاً من ذهب ليعبدوه وكيف قدموا له ذبائح سلامة . وقال له ( رأيت هذا الشعب واذا هو شعب صلب الرقبة ) . نزل موسى وكسر لوحي الشريعة المكتوبة بأصبع الرب عندما أبصر العجل الذي يعبدونه ويرقصون أمامه . فأخذ العجل وأحرقه وطحنه حتى صار ناعماً وذراه على وجه الماء ثم سقى بني أسرائيل منه . بعد ذلك صعد الى الجبل وأستلم لوحين جديدين وأمره الله بأقامة خيمة الأجتماع ، وحسب وصف الله له . وبعد البناء قدم الشعب محرقاتهم وذبائحهم تدشيناً للمكان . ويقول الكتاب ( أن بهاء الرب ملأ المكان فلم يقدر موسى أن يدخل خيمة الأجتماع ، لأن السحابة حلت عليها . وبهاء الرب ملأ المسكن ) ” خر 40 – 34 -38 ) . وجود الخيمة هو لكي يطمئن الله شعبه بأنه في وسطهم وأنه عظيم المحبة فيقول : ( يصنعون لي مقدساً لسكن في وسطهم ) ” خر 25: 8″ .
كانت خاتمة حياة موسى بصنع الحية النحاسية بسبب تذمر الشعب على الله وموسى لكثرة الوفاة بسبب الحيات المحرقة التي لدغت الشعب . صلى موسى لأجل الشعب فقال له الرب : ( أصنع لك حية محرقة ، وضعها على راية ، فكل من لدغ ونظر اليها يحيا ) فصنع موسى الحية النحاسية وعلقها على خشبة . فكان متى لدغت حية أنساناً ونظر الى حية النحاس يحيا . الحية النحاسية ليس فيها سم لأنها رمز الى الحية السامة ، أي شبه حية ، ترمز الى الرب يسوع الذي حمل خطايانا . ولم يكن فيه سم الخطيئة . بل قبل العالم الخاطىء فرفع هو الآخر على خشبة فكل خاطىء ينظر اليه بأيمان ويؤمن بعمل الصليب المقدس يشفي من سموم الخطايا لهذا قال الرب لنيقوديموس : ( كما رفع موسى الحية في البرية ، هكذا ينبغي أن يرفع أبن الأنسان ، لكي لا يهلك كل من يؤمن به ، بل تكون له الحياة الأبدية ) الفرق بين النظر الى الحية وبين النظر الى المصلوب هو ، أن النظر بالعين المادية الى الحية النحاسية كان يحصل الشفاء . أما بالنسبة الى المسيح فيجب النظر اليه بعين الروح أي بالأيمان بالمسيح المصلوب وعمله الخلاصي فننال غفران الخطايا .
في الختام قدم موسى الوصايا العشرة لشعبه في سفر التثنية ، ومعنى هذا السفر هو تكرار موسى للوصايا للمرة الثانية . وفي هذا السفر خطابات أخيرة قدمها موسى للشعب يطلب فيها السير حسب وصايا الرب وترك الحياة القديمة الموروثة من مصر كعبادة الأصنام وحفظ كلام الرب والعمل به وحسب المزمور “119 : 11 ( خبأت كلامك في قلبي لكيلا أخطىء اليك ) ومن أهم خطابات موسى الأخيرة نبؤة عن مجىء الرب يسوع : ( يقيم الرب الهك نبياً من وسط أخوتهم ، مثلك ، وأجعل كلامي في فمه ، فيكلمهم بكل ما أوصيه به ، ويكون أن الأنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به بأسمي أنا أطالبه ) ” 18: 15 – 22″ .
كان أختبار ” مسة ومريبة خر 7:17″ هو أختبار صمت الله ( هل الرب في وسطنا أم لا ؟ ) أنها فترة الأيمان التي يمكن أن تؤدي الى الشك والى الثورة والتمرد . فأن الله يقود الناس الى البرية لأختبارهم ، ويبدو وكأنه لا يهتم بأولئك الذين قادهم الى هناك .
أخيراً طلب موسى من الرب أن يعيّن له خليفة لكي يقود الشعب الى أرض الميعاد ، ثم ودع الشعب طالباً منهم بأن لا يرتدوا عن الله ومن ثم أعطى لهم بركته الوداعية ومات موسى في أرض موآب وكان أبن مئة وعشرين سنة ، ودفنه الله في مكان مجهول ، ولم يعرف أنسان قبره .
لتكن سيرة موسى النبي وحياته سبيلاً لنا الى المسيح وبركة للجميع .
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
موسى الخجول اصبح قائد لشعب عظيم
تفوّق يسوع على موسى وسائر الأنبياء
أخبار طيبة عن فرح عظيم
موسى النبي من الأنبياء العظام
ابتكار جديد لعلاج أصعب أمراض العظام


الساعة الآن 06:43 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024