رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نتضرع إليكِ يا مريم، يا أم الأوجاع والأحزان أن ترافقينا في الآمنا، فاسمك يعني “بحرالمرارة” . فكم كانت حياتكِ مُتسمةً بصليب ابنكِ جرّاء الآم البشر. فمن البداية عانيتِ في حبلك السّرّيّ عندما أراد خطيبكِ يوسف أن يتخلى عنكِ سرًّا، كما تألمتِ وقت حملكِ وولادتكِ في بيت لحم بعد مسيرةٍ مشاقةٍ من السّفر. كم قاسيتِ الصعوبات والمخاطر في رحلتكِ لمصر ذهابًا وإيابًا. إنَّ الأم تفرح كثيرًا عندما ترى ابنها ناجحًا محبوبًا من الجميع. أمَّا أنتِ يا مريم فكم كانت الآمكِ وأحزانكِ وتوجعكِ عندما كنتِ ترين ابنك يسوع مكروهًا وسط الفريسين، مطلوبًا للقتل من قبل رؤساء كهنتكِ، حتى أنَّهم أطلقوا عليه رئيس شياطين “بعل زبول”. فإذا عدنا إلى يوم الجمعة العظيمة/جمعة الصلبوت/جمعة المحبَّة المتألمة، نجد أمًّا تتمزّق أحشاءها على ابنها الوحيد، نجد امرأةً تتعذّب بجلد ابنها وتتويجه بإكليل شوك وصلبه بين لصينِ. هذه الآلام لابنها هي جلدة شفاء لنا اليوم. – لقد تحققت نبوءة سمعان الشّيخ لمريم العذراء: ” وأنتِ أيضًا يجوز في نفسكِ سيفٌ(لوقا2: 35). إنَّه سيف الآلام والأوجاع، الذّي مازل يزيد من أوجاع مريم اليوم عندما ترى رسل ابنها ومكرّسيه “أحبائه” منهم مَن يُسلّمه، ومَنْ ينكره، ومَنْ يخونه، ومَنْ يهرب. فيا مريم إنَّ الآم خطايا البشر أقسى عذابًا من الآم وموت يسوع على صليب العار، فها صليب يسوع مازل قائمًا في جلجلة اليوم يروي قصة خطيئتي وخطايانا جميعًا. يا أمي مريم، يا أم جميع البشر، يا أم المسيحيين، دعينا نتكرّس لإكرامكِ وخدمتكِ قائلين مع القديس لويس ماري دي مونفور: “كلي لكِ”. هذا ما اتخذه البابا الطوباوي يوحنَّا بولُس الثّاني شعارًا لحياته وأعماله. فكم كان هذا الطوباوي مُحبًّا لأمه مريم مُسلمًا كلّ خدمته تحت رعايتها، طالبًا لشفاعتها، مداومًا على تلاوة مسبحتها. ومن فيض حبّه للمسبحة نظمّ لها مسبحة النّور. هذه الأم هي الّتي حفظت حياته، هي الّتي كان يُردد اسمها عندما أُصيب بطلقٍ ناريٍّ عام 1981م، فأنقذته وحفظته سالمًا، واعترافًا منه بالجميل قام بوضع رصاصته على رأس تمثالها في عذراء فاتيما. – يا أم الرّحمة الإلهيَّة، نطلب إليكِ أن تمنحينا من فيض رحمة ابنكِ اللاّمتناهيّة، أن تحفظينا من الشّرِّ… أن تحمي أبناءكِ في كلِّ مكانٍ… أن تعتني بكنائسكِ وبناتكِ وأولادكِ… أن تمنحينهم القوة والصبر والزاء والاحتمال في زمن الضيقة… أن تعبّري عن محبتكِ للبشر بحضوركِ معنا وشفاعتكِ لنا على الدّوام. آمين. |
|