رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اجذبني وراءك...فنجري.. يا سيدي..ياأيها الصخرة الثابتة لحياتي المتقلقلة أربطني فيك.. فإني أتبعك وأنا مازلت طيناً غضاً ممزوجاً بأهوائي..فأنى لي الإلتصاق بك وما زلتُ في شرودي..!! أنّى لي الإلتصاق بك وما زلتُ في غُباري..!!. .وأنت صابر علَيَّ تحتملني وتغسلني كل يوم،لأصير معك وألتصق بك وأثبتَ فيكَ.. تحوّلُ طينتي إلى صخركَ، فأنت من سمحتَ لأحدٍ أن يرمي طينتي نحوكَ لو بصفعةٍ، وكلما كانت الصفعة أقوى كان الإلتصاق أجدى.. فلا الماء يفككني ويحلّني، بعد أن غسلتني بروحك ونقّيتني من غباري ،و جففتني بدفء حبك،كما تجفف الشمسُ الطينَ،بعد إلتصاقه وثباته.. أنت صخرة حياتي التي تتابعني في صحراء عالمٍ مجنون.. وكلما عطشتُ أنهلُ منكَ ماء الحياة النابع منها.. فلا حاجةٌ بعد لعصا موسى،بعد أن منحتنا صليبك عصا قوة تفجّر بواسطته ماء حياة من جنبك الطاهر الذي أرويت منه العالم بماء الحياة ودمك المحيي الذي به نُغسَل ونحيا ونلتصق بك أكثر لنثبتَ فيك أكثر.. إجذبني وراءك قبل أن يجذبني بطلان هذا العالم،لأن شوائبي كثيرة وتميل لجاذبية العدم والتراب.. لذلك نقّيني من خفيّاتي التي تمنعني عنك كما من الشوائب التي تمنع الحديد عن المغناطيس. .صليبك هو وِجهتي_ مغناطيسي، ألَمْ تقل : " إن ارتفعتُ أجذب إليّ الجميع.." نعم صليبك أي ( حبّكَ) هو وجهتي.لذلك لا ألومك بعد أن عرفتُ أن من لا يُجتَذَبْ إليك، هو مَن أراد لكثرة شوائبه، ولستَ أنت السبب في عدم اجتذابه.. إذ لا يتّحد الفاسدُ بالنقيّ، ولا يلتصق الخاطئ بالبارّ إلا بملاط التوبة الصادقة التي تجعلنا منك وتلصقنا بك رغم عدميتنا وطينتنا الفاسدة بالخطيئة.. أنرتَ ظلمتي وأنرت سراجي بنوركَ،لكن شوائبي جعلَتني كالشمعة التي تشتعل أمامك،لكنها لعدم نقائها، تُرسل نوراً باهتاً ينطفئ،و دخان وهباب مزعج لك ولكل من حولها..لعدم نقائها...فلا بدّ لها من التوبة،لا بدّ لها من تكرارٍ مرّاتٍ ومرّات..لتصفوا رواسبها وتطفو بنقائها، وتشتعل وتذوب معطية كل حياتها لكَ ولكل مَن هم على صورتك ومثالك، متشبهة بك بالعطاء والبذل حتى النهاية،إلى أن تصير مثلك ومعك وتثبت فيك وتلتحم معك كما بنار حبّك الذي لا يوصف..آمين.. |
|