رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الدوافع الرئيسية لثقافة الرعاية كمسار للسلام هناك دوافع كتابية وأخرى كنسيّة أ) الدوافع الكتابية اهم الدوافع الكتابية التي ورد ذكرها في رسالة السلام لهذا العام، هي: شهادة الله الخالق: الله الخالق، مثال الرعاية. خلق الله الإنسان على صورته ومثاله (التكوين 1: 27). وحيث ان الله يرعى خلائقه، فيتوجب على الانسان المخلوق على صورة الله ومثاله ان يحافظ على انسجام الخليقة، لأن "السلام والعنف لا يمكن أن يتساكنا". الله هو أصل دعوة الإنسان إلى الرعاية. إذ جعل الله الانسان سيّدًا وحارسًا للخليقة كلّها. وهذا يعني، من ناحية، أن يفلح الأرض ليجعلها مثمرة، ومن ناحية أخرى، أن يحرسها كي يحميها ويجعلها تحتفظ بقدرتها على إعالة الحياة (التكوين 2: 15). وأنّ العناية بحياتنا ذاتها وبعلاقتنا مع الطبيعة هي جزء لا يتجزّأ من الأخوّة والعدالة والإخلاص تجاه الآخرين. شهادة الأنبياء. يسمع الله صوت الفقراء والمستضعفين ويعتني بهم (مزمور 34، 7؛ 113، 7-8): لذلك أرسل الله الأنبياء على الخصوص النبي عاموس (2، 6-8؛ 8) والنبي أشعيا (58)، لرفع صوتهم باستمرار لصالح العدالة تجاه الفقراء بسبب ضعفهم وافتقارهم للسلطة... شهادة يسوع المسيح: ظَهَر يسوع في مجمع الناصرة، على أنّه هو الذي كرّسه الربّ وأرسله "ليُبَشِّرَ الفُقَراء ويُعلِنَ لِلمَأسورينَ تَخلِيَةَ سَبيلِهم ولِلعُميانِ عَودَةَ البصَرِ إِلَيهِم ويُفَرِّجَ عنِ الـمَظلومين" (لوقا 4: 18). وأقترب بشفقته من المرضى بالجسد والروح وشفاهم؛ غفر للخطأة ومنحهم حياة جديدة. إن يسوع هو الراعي الصالح الذي يعتني بالخراف (يوحنا 10: 11-18)؛ إنه السامريّ الصالح الذي ينحني على الجريح ويشفي جراحه ويعتني به (لوقا 10: 30-37). واختتم يسوع عنايته بنا باذلًا ذاته على الصليب فحرّرنا من عبودية الخطيئة والموت. وبهذه الطريقة، فتح لنا طريق المحبّة وهو يقول لكلّ منّا: "اتبعني. واعمَلْ أَنتَ أَيضاً مِثْلَ ذلك" (لوقا 10، 37). شهادة الجماعة المسيحية الأولى: كانت أعمال الرحمة الروحيّة والجسديّة نواة محبّة الكنيسة الأولى وخدمتها. فكان مسيحيّو الجيل الأوّل يعيشون المشاركةَ فيما بينهم حتى لا يكون فيهم محتاجًا وخاصة من خلال الخدمة الشمّاسية في الكنيسة الأولى (اعمال الرسل 4: 34-35). فأصبح من المعتاد القيام بتقديمات طوعيّة لإطعام الفقراء ودفن الموتى وإعالة الأيتام والمسّنين وضحايا الكوارث على سبيل المثال. شهادة آباء الكنيسة: عندما فَقَدَ كَرَمُ المسيحيّين اندفاعَه، في فترات لاحقة، أصرّ بعض آباء الكنيسة على أن الملكيّة في مفهوم الله هي للخير العام. وفي هذا الصدد يعلق القدّيس أمبروسيوس "الطبيعة قد مَنَحَت كلّ الأشياء للبشر من أجل استخدام مشترك لذا، فقد أعطت الطبيعة الحقّ المشترك للجميع، لكن الجشع جعله حقًا للبعض (الآباء اللاتين 16، 67). شهادة الكنيسة: تنقل السجلّات التاريخيّة في الكنيسة أمثلة لا تُحصى من أعمال الرحمة. ومن هذه الجهود المتضافرة، نشأت العديد من المؤسّسات لتلبية جميع الاحتياجات الإنسانية، ومنها: المستشفيات، ومساكن الفقراء، ودور الأيتام، ودور الأطفال، وأماكن لاستضافة عابري السبيل، وما إلى ذلك" |
|