منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 08 - 04 - 2022, 01:41 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,258

أحد بشارة الملاك للعذراء مريم بالحبل الإلهي
(لو 1: 26-38)


أحد بشارة الملاك للعذراء مريم بالحبل الإلهي (لو 1: 26-38)




عظة للاب الربان انطونيوس لحدو

تحتفل الكنيسة السريانية المقدسة اليوم بأحد بشارة الملاك جبرائيل للعذراء مريم بالحبل الإلهي.
وقد قرأنا على مسامعكم في بداية القداس الإلهي من انجيل القديس مار لوقا (1: 26- 38) الذي يتكلم عن هذه البشارة المفرحة.

وفي هذه البشارة التي تمت في ملء الزمان قبل أكثر من ألفي سنة أنهت البشرية فترة الانتظار الطويل لمجيء المخلص يسوع المسيح، ودخلت في مرحلة اخرى من تاريخها وهي مرحلة المصالحة مع الله ونوال نعمة التبني (رو 8: 15) والخلاص والحياة الابدية لكل من آمن بالرب يسوع المسيح ربَّاً ومخلّصاً.

أحبائي:
عندما خلق الله آدم في اليوم السادس ووضعه في الجنة ليعمل (يشتغل) بها ويحفظها (تك 2: 15) قَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ: لَيْسَ جَيِّداً أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِيناً نَظِيرَهُ ( 2: 18) فأوقع الرب الإله سباتا على آدم وأخذ ضلعا من أضلاعه وبنى به امرأة واحضرها لآدم لتعينه وتخلصه من وحدته.

لكن هذه الامرأة اغواها الشيطان، وهي بدورها اغوت زوجها آدم! وأكلا من الشجرة التي نهاهما الله عن الأكل منها، وبهذا خالفا وعصيا وصية الله، وهذا كان سببا لطردهما من الجنة إلى ارض الشقاء التي لعهنا الله وامرها ان تنبت شوكا وحسكا، وكان على آدم ان يأكل من الآن فصاعدا من عرق جبينه، وامرأته حواء ستلد البنين بالأوجاع والآلام، كما قال الله لهما.

وفي ظل هذه الاحداث الكثيرة، اعطى الله أول وعدٍ ونبوءةٍ عن مجيء المخلص يسوع المسيح عندما قال للحية القديمة ابليس: "وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ"(تك 3: 15)

اذاً العداوة ستكون بين ابليس، ونسل المرأة التي اغواها ابليس اولاً، ونحن نعلم ان الوحيد الذي ولد من نسل المرأة دون زرع بشر كان السيد المسيح!

وتتالت الاحداث في العهد القديم وكثرت الرموز والاشارات التي تشير للمسيح منها:
مكان ولادته، وقدرته، وازليته ولاهوته وموعد مجيئه التي ذكرها لنا دانيال النبي قبل 500 سنة من ميلاد المسيح عندما تكلم عن ال "سَبْعُونَ أُسْبُوعاً... وَلِخَتْمِ الرُّؤْيَا وَالنُّبُوَّةِ وَلِمَسْحِ قُدُّوسِ الْقُدُّوسِينَ" (دا 9: 24).

وأيضاً تنبأ النبي إشعياء قبل ميلاد المسيح بحوالي 700 سنة عن فتاة عذراء ستلد ابنا! فقال: "وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ" (إش 7: 14) هذا هو نسل المرأة الذي يسحق رأس الحية، ابليس اللعين.

وفي هذا اليوم المبارك نحتفل بهذا الحدث والبشارة السارة التي انتظرها الناس الوف السنين لتتم في ملء الزمان في مدينة صغيرة محتقرة من قبل اليهود اسمها الناصرة، وفي بيت صغير يملكه نجار فقير اسمه يوسف والذي كان قد خطب فتاة يتيمة اسمها مريم.

يقول القديس لوقا:
"وَفِي الشَّهْرِ السَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ الْمَلاَكُ مِنَ اللهِ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ اسْمُهَا نَاصِرَةُ،27إِلَى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُلٍ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ" (لو1: 26- 27)
خلق الله آدم في اليوم السادس، ثم سقط كل من آدم وامرأته بمعصية الله وفسدت طبيعتهما وطبيعة ذريتهما وماتا موتا ادبياً فانفصلا عن الله! فكان اليوم السادس رمزا لسقوط الانسان.

لكن نعمة الله ارسلت الملاك جبرائيل في الشهر السادس ليزيل الله لعنة اليوم السادس (معصية آدم وحواء) بقدوم الشهر السادس وخبر البشارة للعذراء مريم بالحبل الإلهي، وستنتهي هذه اللعنة نهائياً بعد قيامة الرب يسوع من بين الاموات واعطائنا الوعد بالخلاص وبالحياة الابدية لكل من يؤمن به ويأكل من جسده ويشرب من دمه بعد معموديته.

ايها الاحباء:
العذراء مريم تحيرت من كلام الملاك، كيف لها ان تحبل وهي عذراء ولم تعرف رجلاً! ليس لأنها بشعة أو ربّة منزل سيئة فتجاهلها الخُطاب والعرسان، بل لأنها عفيفة طاهرة ونقيه، تربت منذ صغرها في الهيكل وتهذبت بتعاليم الكتاب المقدس وهذا حصّنها من الشرور والمعاصي.

فطمأنها جبرائيل الملاك بقوله: "اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذَلِكَ أَيْضاً الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ" هو سيُدعى ابن الله وهي ستُدعى أم الله!
وتنبأت اليصابات عن ذلك في تسبحتها "فَمِنْ أَيْنَ لِي هَذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟" (لو 1: 43) فارتاحت مريم من كلام الملاك وقالت له: "هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ" (لو 1: 38)

في ظل هذا الحضور المَهيب للملاك المرسل من قِبَل الله، لم تتعجرف مريم أو تفتخر بنفسها لان الله اختارها دون نساء اسرائيل! بل قالت: "هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ" أي عبدة وخادمة للرب!

وبعتبار أنها "أَمَةُ الرَّبِّ" اذا هي بحاجة لخلاص الرب مثل باقي الناس، وهذا ما قالته في تسبحتها عندما زارت نسيبتها اليصابات: "تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ،47وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللَّهِ مُخَلِّصِي"(لو 1: 46- 47)
لذلك كنيستنا السريانية لا تَعبد العذراء بل تطلب شفاعتها وتطوبها كما تنبأت وقالت عند نسيبتها اليصابات:
"فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي،49لأَنَّ الْقَدِيرَ صَنَعَ بِي عَظَائِمَ"(لو1: 48- 49)

حل الروح القدس في احشاء القديسة مريم العذراء، وجبل له منها جسدا، دون اي فارق زمني بين حلوله في بطنها واتخاذه لهذا الجسد، كل ذلك تم في اللحظة التي قالت بها مريم للملاك عبارة: "لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ". فكل شيء تم برضاها.

هذا التجسد العجيب عبَّر عنه القديس مار يوحنا بقوله: "وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً"(يو 1: 14)

ولا بُدَّ هنا من التذكير بان العذراء مريم عندما ولدت السيد المسيح لم تَفقُد عُذريتها، بدليل تعجبها من كلام الملاك لها بالحبل العذراوي!
فهي عذراء قبل الحبل الالهي وبقيت عذراء بعد الولادة! وهذا ما عبَّر عنه النبي إشعياء بكلمة "آية" فقال:
"وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ"
فأيَّةُ آية أو معجزة لولادة العذراء أن فقدت عُذريتها!

ايها الأحباء:
وضحت كتب الإباء قديما هذه المعجزة العجيبة بولادة المسيح من امه مريم والتي صان بها بكورتها فقالوا: كما أن ضوء الشمس يدخل من نافذة (أو قنينة) هذه الكنيسة دون أن يَثلم أو يكسر الزجاج، هكذا خرج الطفل يسوع من رحم العذراء مريم دون أن يَثلُمَ عذريتها!

وكما خرج الرب يسوع بجسده من القبر المغلق بجسد من لحم وعظام (يو 20: 1) هكذا خرج من رحم امه مريم وبقيت عذريتها مغلقه!

وكما دخل وخرج الرب يسوع المسيح إلى بيت مار مرقس "وَكَانَتِ الأَبْوَابُ مُغَلَّقَةً"!(يو 20: 19) هكذا خرج من بطن العذراء وكانت عذريتها مغلقة ومصانة!

وهذا ما تنبأ عنه حزقيال النبي في سفره بالعهد القديم، فقال: "هَذَا الْبَابُ يَكُونُ مُغْلَقاً، لاَ يُفْتَحُ وَلاَ يَدْخُلُ مِنْهُ إِنْسَانٌ, لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ دَخَلَ مِنْهُ فَيَكُونُ مُغْلَقاً"(حز 44: 2)
فبالله عليكم كيف يكون مغلقاً! أليس لأن اله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقاً!
فكيف ينسبون لمريم انها تزوجت بعد ولادة الرب يسوع وانجبت اطفالاً!

- ماهي الدروس والعبر التي نأخذها من القديسة مريم العذراء في عيد بشارتها؟
الحشمة، الطهارة، التواضع، القداسة والتصديق بوعود الله.

ما أجمل القداسة والطهارة التي عاشتها القديسة مريم العذراء هذه الفتاة اليتيمة والمسكينة والفقيرة والمتواضعة، فرفعها الله لمنزلة عالية، فدُعيت بوالدة الله وأم الله، وماتزال العذراء مريم تباركنا بظهوراتها ومعجزاتها الكثيرة التي لا تحصى، وبشفاعتها التي لا تَخيب، فهي محبوبة المؤمنين في العالم اجمع، يَسردون معجزاتها، يحتفلون بأعيادها ويطلبون شفاعتها باسم ابنها يسوع المسيح.

وارجوا من جميع الناس الاقتداء بفضائلها وطهارتها، لأننا نلاحظ في زماننا هذا ان العالم اصبح مثل سدوم وعمورة، يكثر فيه الاجرام والفسق والالحاد والفسق والزنى والدعارة والتباهي باللباس القصير والفاضح لدرجة أن بعض النساء تدخلنَّ للكنيسة بلباس غير محتشم، ونسين قول مار بولس:
"وَكَذَلِكَ أَنَّ النِّسَاءَ يُزَيِّنَّ ذَوَاتِهِنَّ بِلِبَاسِ الْحِشْمَةِ مَعَ وَرَعٍ وَتَعَقُّلٍ، لاَ بِضَفَائِرَ أَوْ ذَهَبٍ أَوْ لآلِئَ أَوْ مَلاَبِسَ كَثِيرَةِ الثَّمَنِ"(1تي 2: 9) علينا ان نتعلم من العذراء الحشمة والقداسة، فالمرأة تتزين عادةً لرجلها، أما زينة المراءة بالنسبة لله هو ايمانها وعفتها وحشمتها.

ونذكّر الرجال أيضاً بقول مار بولس:
"أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضاً الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا"(اف 5: 25)
فمن يحب زوجته لا يظلمها ولا يخونها، فالمسيح لم يخن الكنيسة بل "أَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا"!

ختاماً أيها الأحباء:
في هذا اليوم المبارك الذي سمعنا فيه خبر البشارة السارة بالحبل الإلهي، نتضرع للرب يسوع المسيح ولوالدته القديسة مريم العذراء، أن يحل أمنه وسلامه في ربوع بلادنا الحبيبة سوريا والعراق وفلسطين ولبنان وفي العالم أجمع، لكي نفرح ببشارة السلام من ملك السلام. ونعمته تشملنا دائما وأبداً. آمين.




رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
اذكر موضوعين في العهد الجيد عن بشارة الملاك للعذراء بالحبل المقدس؟
بشارة الملاك غبريال للعذراء مريم
بشارة الملاك للعذراء مريم
بشارة الملاك للعذراء مريم هى بشارة مُفرحة لها ولكل البشرية
صورة بشارة الملاك للعذراء مريم


الساعة الآن 06:12 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024