ما أعظم المواعيد في كل مرة كانت بنت الناصرة هي التي تجمعنا حولها. نلتقي اليومَ لإبراز شخصيّةِ مريم المتعدّدةِ الصفاتِ والعميقة الأبعادِ، ولتسليط الضوء على دورِها الهام في تنفيذِ تصميمِ الله الخلاصيِّ. لأنّنا مريميّون ومن أبناء الجليل، ولأنَّ ابتهالاتِنا باسمِها تَتَردَّدُ أصداؤها في جميع أديارِنا وكنائِسِنا واحتفالاتنا، على أفواه أطفالنا وأخوياتنا، ولأنّنا نعتبِرُها سيّدة الجليل بدون منازع أو شريك، ملكة على قلوبِنا ومراكِزِنا ومؤسّساتِنا، بل بالأحرى هي صاحِبةَ الدّارِ، والسيِّدَةِ الأولى، والأمَّ الحاضرةَ أبداً لتقودَنا إلى ابنِها مخلصنا يسوعَ المسيح وتلبّي لديه حاجاتنا ، كما فعلت في قانا الجليل، لأجلِ كلِّ ذلك ولأجل سِواه ممّا لم نذكرْهُ الآن، فإنّنا نجتمع اليوم في عيد البشارة نُعيّد ونهلل ونهنئ بالعيد بعضنا البعض. نَعَم، نحنُ أبناء الجليل وأبناء مريم، نحن مريميّونَ بامتيازٍ، نُحبُّها من الصميمِ، نستحضِرُها في كلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ، نقدِّمُ لها الحب والإكرامَ، نتشفع اليها، نصلّي الى “تلك المرأةِ العظيمةِ” بنت بلدنا،اذ بها تمّت المصالَحَةِ بين الله والبشرية.