كتب البشير لوقا إنجيله للأمم الوثنية وأنفرد بذكر ثلاثة أمثال قالها السيد المسيح ليؤكد أنه جاء من أجل الخطأة، وأنه يحبهم: مثل الخروف الضال (لوقا: 15-4-7)، والدرهم المفقود (لوقا 15: 8-10)، والابن الضال (لوقا 15: 11-32)، بينما أكتفي القديس متى بذكر مثل الخروف الضال فقط (متى 18: 12-14)
في إنجيل اليوم حول الابن الضال يطلب الله الخطأة ويبحث عن المفقودين ويفتح أحضانه لكل ضال يرتد إليه، ويقدَّم لنا خلال المثل أبوته وشوقه الإلهي نحو الإنسان وبحثه عن كل نفس ويكشف فرحه بعودته إلى الشركة معه.
ويتمحور المثل على ثلاث شخصيات وهم الأب وابنيه. الرجل يمثل الله الآب. والأبوة هي أقرب وصف لصفات الله. والمأساة الأليمة ليست آلام الابن الضال ووخز ضميره فحسب، بل حزن أبيه لفقدان ابنه. ندم الابن الأصغر على ماضيه واعترف أمام والده وقصد البقاء في المستقبل في بيت أبيه؛ وهو يمثل أولا العَشَّارين والخاطئين ثم يشير الابن الأصغر للأمم الذين تركوا الله في البداية وعاشوا في نجاسة، بل بدَّدوا عطايا الله: كرامتهم ومواهبهم، في عبادة الأوثان وفي شهواتهم. ولكنهم عادوا في نهاية الأيام.