لقد غذّى المسيح العذراء مريم بدمه المقدس لمدة تسعة أشهر كاملة، ليلاً ونهاراً. إن هذا إعلان مسبَق عن الشركة الإلهية غير المنقطعة والعلاقة المتواصلة بين القديسين والمسيح والتي سوف تتمّ في الحياة الثانية بشكل أساسي. لهذا السبب، العذراء مريم هي إعلان مسبَق عن الزمن الآتي. ومن هذا المنظار هي الفردوس.
في كلامه عن بشارة والدة الإله، يتقدم القديس نيقوديموس الأثوسي إلى مقاربة شخصية ووجودية لهذا الحدث. إذ لا يكفينا أن نحتفل بأحداث التجسد الإلهي خارجياً بل علينا مقاربتها وجودياً وروحياً. لهذا السبب لقد جمع الكثير من المقاطع من أقوال القديسين حيث الكلام هو بشكل أساسي ضمن هذه المقاربة الوجودية.