فتَركا الشِّباكَ لِوَقتِهما وتَبِعاه
تشير عبارة "فتَركا الشِّباكَ" الى ترك سمعان واندراوس الشباك، أمَّا يعقوب ويوحنا فتركا اباهما والأُجراء والشباك أيضا إذ "تَركوا كُلَّ شَيءٍ وتَبِعوه" (لوقا 5: 11).
امَّا عبارة "تَركا" فيشير الى ترك العمل، والأسرة، والحياة السابقة لإفساح المجال، داخل النفس، كي يظهر شيء جديد وهو اتباع يسوع. إنه فعل أساسي وهو الامر الوحيد الذي يطلبه يسوع ليسكن في قلب الانسان ويُحوِّله من محور ذاتيه إليه كما قال الرب الى حنانيا بشأن بولس الرسول "اِذهَبْ فهذا الرَّجُلُ أَداةٌ اختَرتُها لكِي يَكونَ مَسؤولاً عنِ اسْمي عِندَ الوَثَنِيِّين والمُلوكِ وبَني إِسرائيل" (اعمال الرسل 9: 15). وتكرَّر فعل "ترك" مرتين (مرقس 1: 18، 20)، فهو فعل اساس في دعوة المسيح؛ فالمقدرة على ترك العالم نعمة وهبة: لا يمكننا الوصول إليها بجهدنا فقط بل من خلال رؤية جديدة وهبة من الله. والتخلي هو مطلب ينبع من القلب يفرض ذاته حينما يفهم المدعو طبيعة دعوة المسيح له.