يسوع حـي

[Mary Naeem]

يسوع حـي





وَعَنْ وَاحِدٍ اسْمُهُ يَسُوعُ قَدْ مَاتَ، وَكَانَ بُولُسُ يَقُولُ إِنَّهُ حَيّ

( أعمال 25: 19 )


«كان لهم عليهِ مسائل من جهة ديانتهم، وعن واحد اسمه يسوع قد ماتَ، وكان بولس يقول: إنهُ حيّ» ( أع 25: 19 ) هكذا قدَّم فستوس الوالي قضية بولس لأغريباس الملك وبرنيكي.

لم يكن الأمر بالنسبة له سوى كلام عن “واحد اسمه يسوع”! ومن أين له أن يَعي غلاوة هذا الاسم وقيمته على قلب كل مؤمن به؟ لقد فاته، أنه بهذا الاسم العزيز جرَت آيات ملأت أيامه. وغفَل بجهله، أنه قريبًا «سوف تجثو باسم يسوع كل رُكبَة ممَّن في السماء ومَن على الأرض ومَن تحت الأرض، ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو ربٌ لمجد الله الآب» ( في 2: 10 ، 11)، وأنه هو شخصيًا غير مُستثنٍ من هذا السجود وهذا الاعتراف.

أما قضية كون المسيح حيًا فلم تكن تعنيه في شيء، لكنها بالنسبة للمسيحي هي كل شيء؛ فهي تعني من بعض ما تعني:

1- مصدر الحياة وضمانها: هذا ما أعلنه الرب لنا «إني أنا حي فأنتم ستحيون» ( يو 14: 19 ). فيا له من ينبوع للحياة لا ينضب لمَن كانوا في الخطية أمواتًا! ويا له من ضمان لا يسقط بالارتباط بذاك الحي إلى الأبد!

2- أن المسيح لنا رئيس الكهنة قادر أن يخلِّص إلى التمام «بحسب قوة حياة لا تزول ... فمِن ثمَّ يقدر أن يُخلِّص أيضًا إلى التمام الذين يتقدَّمون بهِ إلى الله، إذ هو حيٌ في كل حينٍ ليشفع فيهم» ( عب 7: 16 ، 25). وكل يوم من حقنا أن نختبر قوة هذه الحياة عاملة لصالحنا في دقائق أمور الحياة.

3- نعم لاق ببطرس أن يقرَّ، بالنيابة عن جميع القديسين، قائلاً له: «أنت هو المسيح ابن الله الحي!» ( مت 16: 16 )، وحسنًا فعل التلاميذ حينما رفضوا الرجوع من ورائه قائلين: «يا رب، إلى مَن نذهب؟ كلامُ الحياة الأبدية عندك، ونحن قد آمنَّا وعرفنا أنكَ أنتَ المسيح ابن الله الحي» ( يوحنا 6: 68 ، 69). وهل نندم نحن إن فعلنا مثلهم؟!

فخابتِ الآمالْ
في ظاهِرِ الأمرِ لكنَّ رئيسَ الحياهْ
قامَ مِنَ القَبرِ فأبطَلَ الموتَ
بالموتِ وأَنارْ لنا الحَياةَ والخُلودْ
ألمُبدِعُ الأنوارْ