عيد البشارة بشرى للعذراء بإنجابها للسيد المسيح
يحتفي الأقباط اليوم بعيد البشارة وهو ضمن احتفالاتهم في أسبوع الألم، ويعد عيد البشارة من الأعياد السيدية بالكنيسة، وهناك عدة أسباب أخرى للاحتفال بعيد البشارة على رأسها بشارة الملاك جبرائيل للسيدة العذراء اليوم، حيث بشرها الملاك بمجيء السيد المسيح منها لخلاص البشرية وفق العقيدة المسيحية.
ويقول الكتاب المقدس، إنه في الشهر السادس أرسل جبرائيل الملاك من الله إلى مدينة من الجليل اسمها ناصرة إلى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف، واسم العذراء مريم فدخل إليها الملاك وقال: سلام لكِ أيتها الممتلئة نعمة، الرب معك مباركة أنت في النساء، إلى أن اضطربت مريم من الرؤيا، فقال لها الملاك: "لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله وها أنت ستحلبين وتلدين أبنا وتسمينه يسوع هذا يكون عظيمًا وابن العلي يدعي ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية".
وتوجهت مريم للملاك بسؤال: "كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلا؟ "فأجاب الملاك وقال لها: "الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضًا القدوس المولود منك يدعي ابن الله"، وقدم الملاك دليلًا لمريم على صدق بشارته قائلا: "هوذا أليصابات نسيبتك هي أيضًا حبلى بابن في شيخوختها وهذا هو الشهر السادس لتلك المدعوة عاقرًا، لأنه ليس شيء غير ممكن لدي الله" فقالت مريم " هوذا أنا أمة الرب. ليكن لي كقولك، فمضي من عندها الملاك.
وتعتبر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هذا العيد من الأعياد السيدية، حيث حل الإله في أحشاء البكر البتول مريم، حلولا لا يدرك البشر كيفيته واتحد للوقت بإنسانية كاملة اتحادًا كاملًا وتعتبره الكنيسة عيد البشارة بكر الأعياد، حيث فيه كانت البشرى بخلاص البشرية ومقدمة لقصة الصلب والفداء.
ولكن تعود جذور هذا العيد إلى القرون الأولى للمسيحيّة، فموضوع بتولية مريم العذراء، وحبلها الإلهي أيّ تجسّد الإله في أحشاء امرأة شغل بال المسكونة منذ القدم وغيّر وجه التاريخ، هذا الميلاد الذي غيّر وجه التاريخ.
يذكر أن هذا العيد وأسبابه هناك البعض ممن يرفضه جملة وتفصيلًا، فكيف بنظرهم يمكن لله أن يُصبح إنسانًا، وغير المخلوق يتحّد بالمخلوق ولم يكن عيد البشارة في الكنيسة الأولى في بادئ الأمر عيدًا مستقلًا بحد ذاته، بل كان مرتبطًا بعيد الميلاد ولكن، في القرن الخامس الميلادي بدأ انفصال العيدين وبات لكلًا منهم طقوس صلوات وقراءات خاصة به، يذكر أن عيد البشارة يأتي تزامنًا مع اعتدال الربيع حيث يتساوى الليل مع النهار، وكانت الحضارات القديمة تعتقد أن العالم والكائن البشري خلقا في هذا اليوم بالذات.