![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() فأَجابَ أَباه: ها إِنِّي أَخدُمُكَ مُنذُ سِنينَ طِوال، وما عَصَيتُ لَكَ أَمراً قَطّ، فما أَعطَيتَني جَدْياً واحِداً لأَتَنعَّمَ به مع أَصدِقائي. "ما عَصَيتُ لَكَ أَمراً قَطّ" فتشير إلى طاعة ملتزمة. إنّه يُلبّي جميع رغبات الأب ولا يخالفه في أمرٍ واحدٍ. إنّه نموذج المؤمن الملتزم بشريعة الربّ، ويطبّق جميع وصاياه لكن لا كابن بل كعبد، ولا عن حب بل طلبًا للمكافأة عائشا بروح البِّر الذاتي. وهذا الأمر يطابق ما يقتنع به الفِرِّيسِيين بأنهم عملوا بجميع ما تطلبه الشريعة منهم كما ورد في إنجيل لوقا "كانوا مُتَيَقِّنينَ أّنَّهم أَبرار، ويَحتَقِرونَ سائرَ النَّاس" (لوقا 18: 9)؛ فقد عكس تذمر الابن الأكبر خاصّةً مشكلة علاقة إسرائيل بالوثنيّين عندما اكتشف إسرائيل (الابن الأكبر) أنّ الوثنيّين (الابن الأصغر) مدعوّون دون أن يخضعوا لإلزاميّة الشريعة، عبّر عن مرارته. بيد أنّ محنة أخوه الأصغر كانت بمثابة كشفٍ عن حقيقة إيمان الأخ الأكبر: إنه صالح ولكنّه يحتقر أخاه الضال. بهذا الأمر يذكرنا الابن الأكبر للفرِّيسي الذي برر ذاته في صلاته المملوءة غرورًا، هذا الذي حسب نفسه أنه لم يكسر وصيَّة الله مطلقًا، بممارسته لحرفية الشريعة "الَّلهُمَّ، شُكراً لَكَ لِأَنِّي لَستُ كَسائِرِ النَّاسِ السَّرَّاقينَ الظَّالمِينَ الفاسقِين، ولا مِثْلَ هذا الجابي" (لوقا 18: 11). وبقسوة اتَّهم أخاه أنه بدَّد ميراث أبيه مع الزناة، مع أنه كان يجب أن يحترس في كلماته لأن الرب يسوع جاء لأجل العَشَّارين والخاطئين. كما أعلن يسوع " ما جِئتُ لأُدعُوَ الأَبرار، بَلِ الخاطِئينَ إلى التَّوبَة " (لوقا 5: 32). |
![]() |
|