رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ماذا كان تفكير يوسف خطيب مريم، بعد أن عرف أن خطيبته حامل؟ لسنا نعرف كيف عرف يوسف سِرَّ خطيبته مريم، ولكننا نعلم أنه وقع كما وقعت هي في خوف عظيم بسبب خطورة كلا الأمرين اللذين اضطُرَّ أن يختار بينهما. في حبه الصادق يودُّ من كل قلبه تصديق رواية مريم عن بشارة الملاك، لولا الصعوبة الكلية في ذلك. واختباره صفاتها الممتازة يجعله لا يظن فيها السوء. ولأنها خطيبته يجب أن يحميها بكل قوته من كل كدر وضرر. فلو وقَّع عليها أخف درجات القصاص بتركها جهاراً، وكانت روايتها صادقة، فإنه بذلك يظلمها ظلماً فاحشاً. ثم أيُّ شرفٍ يكون له أن يولد المسيح العظيم في بيته؟ ومن الوجه الآخر لأنه "رجل بار" يحافظ فوق كل شيء على احترام الناموس الإلهي والوصايا المقدسة، والشرف والصيت الحسن، يكون عليه أن يوقِّع على مريم عقاباً بحسب نصوص الشريعة، فما أعظم حيرة يوسف واضطرابه. إلا أنه بعد التروّي الكافي ساقه حبه وشهامته إلى اختيار ألطف درجات القصاص، إذْ قيل إنه "أراد تخليتها سراً". وهنا تدخلت عناية الله الذي لا يغفل عن أصغر الأمور وأحقرها في عالمه الواسع. مرة أخرى نرى اهتمام السماء بأهل الإيمان على الأرض، فقد صدر الأمر الإلهي لأحد الملائكة (لعله جبرائيل) أن يزور يوسف ليلاً، فظهر له في حلم وأعلن له أن الذي حُبل به في مريم هو من الروح القدس، ولذلك فالاقتران بها أوجب من الافتراق عنها. إذاً ما كان يحسبه للآن عاراً عليهما، هو بالحقيقة أعظم فخر لهما. ومثل ذلك كثير من العار الذي يتحمله رجال الله، من الذين يجهلون الحقائق. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يوسف خطيب مريم له أب شرعى |
إن يوسف خطيب مريم العذراء |
يا مار يوسف خطيب مريم البار |
يوسف خطيب العذراء مريم |
يوسف خطيب العذراء مريم |