ألا نقرأ في هذا درساً؟ ألا نسهر على حالة قلوبنا لئلا تحول خدماتنا، مهما كانت نافعة، بين نفوسنا وبين المسيح! أما هو خير لنا أن نختلي بأنفسنا لكي نفحص نوايانا وبواعث قلوبنا ـ البواعث التي بعثتنا على الخدمة ودفعتنا للكرازة!! أما يليق بنا أن نجلس بهدوء ونحكم في مقاصدنا الخفية في كل عمل أتيناه وخدمة خدمناها وواجب قمنا به!!
عندما يأتي المسيح سيُظهر لا أعمال اليدين فقط، بل "آراء القلوب" وخفاياها، ويا له من أمر خطير!! فكم من خدم برّاقة، كم من مواعظ فصيحة، كم من كتب شيّقة، كم زيارات ظاهرة تُطرح في زوايا النسيان إلى الأبد، وإن ذُكرت زادت الضمير ألماً ووجعاً وأضافت ثقلاً على النفس المغرورة التي خرجت للعمل قبل أن تعرف اختبارياً أن القانون الأساسي للعمل في بيت الله هو أن يأتي الإنسان أولاً إلى الله كمُستعطٍ.